اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 257
عنه 6 بأكثر من قرن، و لم يجعل الله - تعالي - العلم و الاجتهاد ملكا طلقا لبعض دون
بعض، و لم يرد آية و لارواية علي تعين الاربعة، و لادل عليه دليل من العقل .
فبأي وجه ينسد باب الاجتهاد من الكتاب و السنة، و يتعين التقليد منهم، أو الاجتهاد في
نطاق مذاهبهم فقط؟! و هل كان يوحي اليهم و لايوحي الي غيرهم ؟! أو كان لهم نبوغ علمي
و شرائط غير طبيعية لاتوجد لغيرهم أبدا؟! و هل يكون الزام الخليفة العباسي حجة شرعية
لاتجوز مخالفتها؟!
و بالجملة، نحن لانري وجها مبررا لحصر الاجتهاد المطلق و الاستنباط من الكتاب و
السنة علي فئة خاصة عاشوا بعد النبي 6 بأكثر من قرن، و لم يتميزوا قط بخصائص غير
عادية لاتوجد لغيرهم الي يوم القيامة، و قد سبقهم أساتذتهم، و تقدمهم و عاصرهم أئمة
أهل البيت (ع)، و لحقهم فقهاء كثيرون ملكوا علوم القدماء و تجاربهم و أضافوا اليها
استنباطات جديدة و يكونون أعلم بشرائط الزمان و أعرف بحاجاته و خصوصياته .
نهي الائمة الاربعة عن تقليدهم جهلا
و في كتاب "نظم الحكم و الادارة في الشريعة الاسلامية" تأليف علي علي منصور:
عن أبي حنيفة أنه كان يقول :
"علمنا هذا رأي لنا و هو أحسن ماقدرنا عليه ; فمن جاءنا بأحسن منه فهو
الصواب . و لايحل لاحد أن يقول بقولنا حتي يعلم من أين قلنا."
و كان مالك يقول :
"انما أنا بشر; أخطي و أصيب، فانظروا في رأيي ، فان وافق الكتاب و السنة
فخذوا به، و ما لم يوافقهما فاتركوه ."
و كان الشافعي يقول لاتباعه :
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 257