اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 256
للشيعة هذا العطاء. فلذلك لم يدخلوا مذهب الشيعة في تلك المذاهب، و أجمعوا
علي صحة خصوص الاربعة و بطلان غيرها. فآل أمر الشيعة الي ما آل في العمل
بقول الال السادة الانجاب .
و العامة قدجوزوا الاجتهاد في المذهب و لم يجوزوا الاجتهاد من المذهب، حتي
انهم لم يجوزوا تلفيق أقوال هذه الاربعة و القول في بعض المسائل بقول بعض و في
بعضها بقول الاخر. و استمروا علي هذا الرأي الي يومنا هذا، و لم يخالفهم أحد
منهم في تلك الاعصار المتمادية سوي محيي الدين العربي المعاصر لفخرالدين
الرازي ، حيث خالفهم في الفروع ; فتارة يقول بقول واحد من هؤلاء الائمة الاربعة
في مسألة و يقول في مسألة اخري بقول الاخر، و تارة يخترع في بعض المسائل و
ينفرد بقول لم يدخل في تلك الاقاويل ."[1] انتهي كلام رياض العلماء.
و في روضات الجنات بعد نقل ما في رياض العلماء، قال :
"و يؤيد هذا التفصيل ما ذكره صاحب "حدائق المقربين": أن السيد
المرتضي (ره) واطاء الخليفة - و كأنه القادر بالله المتقدم اليه الاشارة - علي أن يأخذ
من الشيعة مأة ألف دينار ليجعل مذهبهم في عداد تلك المذاهب و ترفع التقية و
المؤاخذة علي الانتساب اليهم، فتقبل الخليفة، ثم انه بذل لذلك من عين ماله ثمانين
ألفا، و طلب من الشيعة بقية المال فلم يفوا به ."[2]
انسداد الاجتهاد في أهل السنة
و كيف كان فالمقصود من الاجتهاد هو استخراج أحكام الله - تعالي - و احرازها. و المنابع
لها هي الادلة الاربعة من الكتاب، و السنة، و العقل، والاجماع علي القول به . و هي - بحمدالله -
باقية لنا، و قد شرحت و فسرت و تنقحت أكثر مما كانت في عصر الائمة الاربعة للسنة .
و قد تقدم الفقهاء الاربعة و تأخر عنهم فقهاء كثيرون و يوجدون في أعصارنا أيضا، و لم
يكن الفقهاء الاربعة معاصرين للنبي 6، و لا وراث علمه بلاواسطة، بل تأخروا
[1] رياض العلماء، ج 4، ص 33.
[2] روضات الجنات، ج 4، ص 308.
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 256