اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 250
بعض الامور و عدم حجيتها كالمفاهيم و خبر الواحد والاجماع و لاسيما المنقول منه و الشهرة
بقسميها و كحجية أقوال الائمة الطاهرين من العترة الثابتة عندنا و حجية أقوال الصحابة عند
بعض السنة، و حجية القياس و الاستحسانات الظنية عندهم و نحو ذلك . و يرجع الجميع الي
الاختلاف في الدرك أو المدرك .
و في هذا القسم قد وقع البحث في أن الاراء المستنبطة المختلفة كلها حق و صواب، أو أن
الحق واحد منها و الباقون مخطؤون و ان كانوا معذورين ؟
فاتفق أصحابنا الامامية علي أن لله - تعالي - في كل واقعة خاصة حكما واحدا يشترك
فيه الجميع . و جميع المسلمين مأمورون أولا و بالذات بالعمل به . فالدين في جميع المراحل
واحد والشرع واحد والحق واحد، و انما الاختلاف وقع في احراز الواقع و استنباطه من
منابعه، فأصابه بعض و أخطأه بعض آخر.
فليست الاجتهادات المختلفة في مسألة واحدة يمثل كلها حكم الله المنزل علي رسوله و ان
جاز العمل بها لاهلها في الظاهر، و انما تكون آراء الفقهاء و المجتهدين طرقا محضة قد تصيب
الواقع و قد تخطئه، كما أن العلم الذي هو أم الحجج و تكون حجيته ذاتية يكون كذلك، و
كذلك سائر الطرق و الامارات العقلائية و الشرعية .
فكأن حكم الله الواقعي دفين في خلال مبانيه و مصادره و يستخرجه الفقيه باستنباطه ;
فقد يعثر عليه و قد يخطي ، و يكون للمصيب أجران و للمخطي أجر واحد.
فليس الحكم الواقعي تابعا لمفاد الطريق، مجعولا علي وفقه كيفما كان، كما لايوجب قيام
الطريق علي خلاف الواقع تبدل الواقع و انقلابه الي مفاد الطريق .
هذا ما عليه أصحابنا الامامية . فهم بأجمعهم ينكرون التصويب . و يسمون بذلك مخطئة .
علماء السنة بين مخطئة و مصوبة
و أما علماء السنة ففيهم خلاف : بعضهم مخطئة، و بعض منهم مصوبة : قال الامام
فخرالدين الرازي في بحث الاجتهاد من كتاب المحصول :
"فان لم يكن لله - تعالي - فيها حكم فهذا قول من قال : "كل مجتهد مصيب ."
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 250