اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 242
ما هي حقيقة الامور الاعتبارية ؟
الثالث : الامور الاعتبارية المحضة التي لاواقعية لها في عالم الخارج أصلا، و انما توجد في
وعاء الفرض و الاعتبار باعتبار من له الاعتبار عرفا أو شرعا بلحاظ الاثار المترقبة منها
المترتبة عليها عند العقلاء، فيكون تكوينها بعين وجودها الانشائي الاعتباري ، و ذلك
كالمناصب الاعتبارية بمراتبها و الاحكام الشرعية التكليفية و الوضعية . و من هذا القبيل
الزوجية المعتبرة بين الزوجين و الملكية الاعتبارية التي هي موضوع بحثنا في باب المعاملات،
لا الملكية الحقيقية التكوينية .
توضيح ذلك : أن الملكية أعني اضافة الواجدية المتحققه بين المالك و الملك تكون علي
نوعين : ملكية حقيقية تكوينية، و ملكية اعتبارية محضة :
فالاولي كمالكية الله - تعالي - لنظام الوجود من الاعلي الي الادون بمعني واجديته لها و
احاطته القيومية بها تكوينا لتقومها به ذاتا. و كذا مالكية الانسان لفكره و قواه و حركاته
الصادرة عنه . و من هذا القبيل أيضا مقولة الجدة كواجدية الانسان خارجا لالبسته المحيطة
ببدنه، و يقال لها مقولة الملك أيضا.
و الثانية كمالكية زيد مثلا لداره و بستانه و سائر أمواله، حيث انها اضافة اعتبارية محضة
يعتبرها العرف و الشرع بينهما و ان فرض كون أحدهما بالمغرب و الاخر بالمشرق مثلا. هذا.
و في مصباح الفقاهة مثل للملكية التكوينية بالاضافات الموجودة بين الاشخاص و
أعمالهم و أنفسهم و ذممهم، ثم قال :
"فان أعمال كل شخص و نفسه و ذمته مملوكة له ملكية ذاتية و له واجدية لها
فوق مرتبة الواجدية الاعتبارية و دون مرتبة الواجدية الحقيقية التي لمكون
الموجودات ."[1]
أقول : واجدية الشخص لنفسه ليس من قبيل الاضافات، اذ الاضافة تحتاج الي طرفين .