اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 233
الاجتهاد و الاستنباط كما ذكر ذلك الشيخ في أول المبسوط، و كانت الشيعة في عصر
الائمة (ع) يعتنون عملا بفتاوي بطانة الائمة (ع) و بما اشتهر بينهم و يأخذون بها في مقام
العمل، حتي انهم ربما تركوا ما سمعوه من شخص الامام بعد اشارة البطانة الي خلافه، و هذا
يكشف عن شدة اعتمادهم علي فتاوي البطانة، فراجع خبر عبدالله بن محرز في باب
الميراث .[1]
و مخالفة ابن الجنيد و العماني في أغلب المسائل ناشئة من عدم كونهما في المعاهد العلمية و لم
يتلقيا الفقه من الاساتذة بل من الكتب التي كانت عندهما.
و كان يقول أيضا: ان من تتبع كتب الاخبار و وقف علي اختلاف راويين مثلا في نقل
مضمون واحد عن امام واحد، أو اختلاف مصنفين في ألفاظ رواية واحدة بل مصنف واحد في
موضعين من كتابه و اختلاف النسخ الكثيرة، يظهر له أن الاعتماد علي رواية واحدة مثلا في
مقام الافتاء مشكل، و ان فرض كون جميع رواته ثقات، الا اذا أفتي بمضمونها الاعلام . بل لو
فرض وجود روايات مستفيضة في مسألة يظهر لنا بذلك صدور المضمون المشترك بينها عن
الائمة (ع) اجمالا و لكن الحكم بخصوصيات كل واحدة منها مشكل .
و بالجملة فهو - (ره) - كان يقسم المسائل الفقهية الي قسمين : مسائل أصلية مأثورة
متلقاة عن الائمة المعصومين (ع) و مسائل تفريعية استنبطها الفقهاء من المسائل الاصلية .
و كان يقول : ان كتب القدماء من أصحابنا كالمقنع و الهداية للصدوق، و المقنعة للمفيد، و
النهاية للشيخ، و المراسم لسلار، و الكافي لابي الصلاح الحلبي ، و المهذب لابن البراج و أمثالها
كانت حاوية للمسائل الاصلية فقط. و الشيخ ألف المبسوط لذكر التفريعات .
و كان المرز الفاصل بين الصنفين من المسائل محفوظا الي عصر المحقق، فهو في الشرائع
يذكر في كل باب أولا المسائل الاصلية المأثورة ثم يعقبها بالتفريعات بعنوان : "مسائل" أو
"فروع"، و انما وقع التخليط بين الصنفين في عصر الشهيدين و من بعدهما.
ففي الصنف الاول من المسائل تكون الشهرة حجة فضلا عن الاجماع، و في الصنف الثاني
[1] ألوسائل، ج 17، ص 445، كتاب الفرائض و المواريث، الباب 5 من أبواب ميراث الابوين و الاولاد، ألحديثان 4 و 7.
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 233