اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 189
نهيه بلا عذر فيها من جهل أو عجز أو نحوهما و ما هو المخرج عن رسم العبودية، هو ذلك
لامطلق مخالفة العلم و ان لم يصادف اذ لانسلم أن رسم العبودية عدم مخالفته مطلقا، بل رسمها
العمل بأوامره و الانتهاء عن نواهيه مع التنجز."[1]
تصوير الجزء الندبي في مقام الامتثال للعلم الاجمالي
"و يبحث أيضا عن دوران الامر في مقام الامتثال بين الاقل و الاكثر
... ألظاهر أنه لايتصور كون شي كالقنوت مثلا مع استحبابه جزء للصلوة
الا أن يفرض الصلوة عنوانا بسيطا ذات مراتب طولية ينتزع بعض مراتبها
من الاقل و بعضها من الاكثر..."
و لنذكر لذلك مثالا عرفيا، و هو انه اذا أمر المولي عبده ببناء مدرسة فللعبد بناء مدرسة
تشتمل علي عشر حجرات مثلا و له بناء مدرسة تشتمل علي مأة حجرة و المدرسة عنوان
عرضي مقول بالتشكيك علي مجموع المتكثرات، فاذا بني العبد ما تشتمل علي الماءة أيضا
تصير باجمعها منطبقا لعنوان الماموربه و امتثالا للامر الوجوبي و كذا لو أمر عبده بتشكيل
مجمع، فله تشكيل مجمع يشتمل علي خمسة نفر و له تشكيل ما يشتمل علي مأة مثلا، و الجمعية
عنوان عرضي تنتزع من مجموع المتكثرات كما لايخفي .
ثم انه ربما يتوهم جواز تصوير الجزء الندبي بنحو آخر و ذلك بأن يكون الندبي جزء من
الفرد دون الطبيعة كاللحية التي هي جزء من زيد دون الانسان .
و فيه : أن هذا يصح في ما اذا اتحد أجزاء الفرد بحسب الوجود كما في مثل زيد و لحيته و أما
المركب الاعتباري كالصلوة مثلا فجزئية شي لها تحتاج الي الاعتبار، فانها حقائق متبائنة
متعددة بحسب الوجود و وحدتها باعتبار المعتبر، فلاتنتزع الجزءية الا عما دخل تحت الامر و
الا للزم كون تحريك اليد مثلا أيضا من أجزائها مع أنه من المقارنات . فافهم .[2]