اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 147
فالموضوع لحكم العام خصوص الموجود خارجا و الموضوع للقضية المتيقنة التي أريد
استصحابها هي المهية المطلقة الصادقة حتي مع انتفاء الوجود أيضا.
و قد مر منا أن السالبة المحصلة أعم من الموجبة السالبة المحمول . و من الواضح أن
استصحاب الاعم و تطبيقه علي الاخص و اثباته به من أوضح موارد الاصل المثبت، نظير
استصحاب بقاء الحيوان في الدار و اثبات حكم الانسان به مثلا بلحاظ العلم خارجا
بانحصاره فيه، فتدبر.
تصوير بعض الاعاظم لصحة استصحاب العدم الازلي
فان قلت : الموضوع في ناحية العام مركب من حيثية العام و من عدم عنوان المخصص
محمولا، و استصحاب العدم المحمولي مما يساعد عليه العرف و يشمله الادلة، و علي هذا
فيتحقق جزء من الموضوع بالوجدان و الجزء بالاستصحاب .
نظير ما اذا تركب الموضوع من جوهرين او من عرضين او من جوهر و عرض في محل
آخر، و هذا أمر جار في الفقه كثيرا و لادليل علي اعتبار العدم في ناحية العام ربطيا، اذ في
ناحية المخصص انما اعتبر الوجود و الكون ربطا من جهة أن عنوان المخصص يكون من
عوارض العام و حالاته، و وجود العرض في نفسه عين وجوده لمحله، و هذه العلة انما تتحقق
في ناحية وجود العرض لمحله، و أما عدمه فلا وجه لاخذه نعتا لمحله .
قال بعض الاعاظم - علي ما في تقريرات بحثه في الاصول - ما محصله مع حفظ عباراته :
"لامانع من الرجوع الي استصحاب عدم اتصافها بالقرشية و عدم انتسابها
بها، حيث ان في زمان لم تكن هذه المراءة و لا اتصافها بالقرشية ثم وجدت المراءة
فنشك في انتسابها الي القريش فلامانع من استصحاب عدم انتسابها اليه، و بضم
هذا الاستصحاب الي الوجدان يثبت أن هذه مراءة لم تكن قرشية ... .
فالنتيجة أن الموضوع اذا كان مركبا من العرض و محله فلامحالة يكون المأخوذ
فيه هو وجود العرض بمفاد كان الناقصة حيث ان ثبوته لموضوعه بعينه هو اتصافه
به كما عرفت .
اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 147