اسم الکتاب : مجمع الفوائد المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 144
و بالجملة لانريد اجراء الاستصحاب في العدم المحمولي حتي يقال بعدم الاثر له، و اثبات
العدم الربطي به لايجوز. و لا نقول أيضا: ان المراءة قبل وجودها كانت متصفة بعدم القرشية
بنحو الايجاب العدولي حتي يناقش باحتياج الموجبة بجميع أقسامها الي وجود الموضوع في
ظرف الصدق . بل نقول : ان المراءة قبل وجودها لم تكن متصفة بالقرشية بنحو السلب المحصل،
و السالبة تصدق مع انتفاء الموضوع أيضا.
أقول : هذا محصل مااختاره و شيد أركانه جمع من أعاظم المتأخرين و سموه باستصحاب
العدم الازلي و تمسكوا به في أبواب كثيرة من الفقه، و لعل هذا الوجه الخامس أمتن الوجوه
المذكورة في المقام .
نقد مبني استصحاب العدم الازلي
و لكن يمكن أن يناقش :
أولا: بأن استصحاب العدم الازلي بكلا قسميه في المقام من المحمولي و الربطي مما
لاعرفية له و ينصرف عنه أدلة حجية الاستصحاب كما صرح بذلك الاستاذ آية الله
البروجردي - (ره) - علي ما حررنا عنه في نهاية الاصول .[1]
اذ المقصود ليس استصحاب مطلق عدم الانتساب بل عدم انتساب هذه المراءة الخارجية،
و هذه المراءة انما صارت هذه المراءة بوجودها و تحققها في الخارج، و ما لاوجود له لامهية له،
فالشي قبل وجوده معدوم مطلق و بطلان محض، لامراءة و لاهذية حتي تعتبر لها القرشية أو
غيرها، لامعروض و لاعارض و لانسبة، لاعلية و لامعلولية و لاميز. و لاتقبل اشارة حسية
و لاعقلية حتي يضاف اليها القرشية أو تنفي عنها.
و انما يعتبر عدم العارض عند العقلاء في ظرف وجود المعروض و خلوه عنه بلحاظ
وجود ملكته و استعداده فيه، و أما قبل وجوده فلاذات و لاصفات و لانسبة .
و ما يتخيل باسم الذات أو الصفات حينئذ يكون من مخترعات أذهان أهل المدرسة و