اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 89
الكمال، والميل الي الحب والعبادة . و هذه نماذج من الفطرة الانسانية هي التي تشكل
أساس القيم الانسانية ; حيث تتيح هذه القيم للانسان امكانية الاستعانة بهذه الهداية
الباطنية - طالما لم يستحوذ عليه الكفر والشرك، والضلال ورين الذنوب - للسير نحو
السعادة والفوز. و من ضمن الميول الفطرية عند الانسان التوجه الي الله و عبادته . و معرفة
الله الفطرية تعني : أن كل انسان و حسب تكوينه الوجودي يعرف الله من غير تعليم . و
هذا الامر لاينبثق من فهم عقلي بل منشؤه القلب والرغبة والميل الباطني .
نزعة الانشداد الي الله أمر فطري مغروس في وجود الانسان، و هو نوع من الانجذاب
المعنوي ، يعني أن الانسان جبل علي نحو لايستغني معه عن العبادة . و لهذا تري أن جميع
الناس يمارسون العبادة بشكل أو آخر. و هذا يدل علي أن العبادة جزء من الفطرة
البشرية، أي ان البشر - بالفطرة - له ميل ورغبة في التقرب الي شئ مقدس و منزه و
عظيم . و هذا الميل موجود عند جميع البشر.
عندما ندقق في الحالات النفسية للانسان ندرك أنه محب للحسن والكمال، و هو
لايقف عند حد معين أو محدود في حبه للكمال . بل يتطلع الي أعلي مراتب الكمال ; لانه
مولع بالكمال المطلق و لايكتفي بالمرتبة التي يصل اليها.
ان الانسان و بحسب تكوينه الروحي الخاص خلق مجبولا علي البحث عن الله .
الرغبة الي الله و عبادة الله مغروستان في ذات الانسان فطريا، وهما تمثلان نوعا من
الانجذاب المعنوي بين قطبين هما: قلب الانسان و مشاعره من جهة، و مركز الوجود (أي
المبدأ الاعلي والكمال المطلق) من جهة أخري .
في سريرة و فطرة كل انسان هناك ميل الي الله، مثلما توجد المعرفة الحضورية التي
لاتحتاج الي واسطة بالنسبة لذاته المقدسة، أي ان الانسان - و بدون تعلم - يستشعر في
عمق باطنه و بصورة جلية بأنه مشدود الي وجود متعال كامل قائم بذاته، و أنه يصل الي
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 89