اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 90
الرشد والمعرفة والكمال تحت علم و تدبير و ربوبية ذلك الوجود المتعالي ، و هذه هي أول
مرحلة من مراحل الهداية التي غرست تكوينيا في سريرة الانسان . وتعتبر هذه المرحلة
من مراحل الهداية الاجمالية . حيث ان الهداية التفصيلية يمكن ادراكها عن طريق العقل
والشرع . و ذلك لان أي ميل يستلزم وجود نوع من التوجه والعلم بالنسبة للشئ الذي
يميل اليه .
عندما يكون هناك شعور باطني لدي الانسان بالميل الي الله، فلابد أن تكون لديه
معرفة به، و الا فلا يمكن أن يكون هناك ميل الي مجهول مطلق، و لايمكن أن يميل
الانسان الي شئ ليس لديه أي علم به .
هذه النزعة الذاتية لدي الانسان تتجلي بشكل أوضح في الشدائد والظروف العصيبة،
مثلما هو الحال بالنسبة الي من يركبون سفينة و يأتيها الطوفان فيدعون الله عن اخلاص و
يطلبون منه النجاة (فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الي البر
اذا هم يشركون ).[1] (و اذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له
الدين ) .[2]
صفات الله
لله صفات و أفعال يمكن للبشر معرفتها، و ان كانت هذه المعرفة معرفة محدودة . طبعا
ذات الله لايمكن معرفتها، و لكن صفاته و أفعاله المتجسدة في هذا العالم، يمكننا فهمها و
معرفتها.
يروي عبدالرحيم بن عتيك القصير: كتبت علي يدي عبدالملك بن أعين الي أبي
عبدالله (ع): "أن قوما بالعراق يصفون الله بالصورة و بالتخطيط، فان رأيت - جعلني الله
فداك - أن تكتب الي بالمذهب الصحيح من التوحيد. فكتب الي : سألت - رحمك الله عن
التوحيد و ما ذهب اليه من قبلك، فتعالي الله الذي ليس كمثله شئ و هو السميع
البصير، تعالي عما يصفه الواصفون المشبهون الله بخلقه المفترون علي الله، فاعلم
- رحمك الله - أن المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن من صفات الله جل وعز،
فانف عن الله تعالي البطلان والتشبيه، فلا نفي و لاتشبيه".[3]
ان أفضل طريق لمعرفة صفات الله، هو الرجوع الي المصادر الدينية . و مع أن الله هو
[1] سورة العنكبوت (29)، الاية 65 .
[2] سورة لقمان (31)، الاية 32 .
[3] الكليني ، الكافي ، ج 1، ص 100، الحديث 1 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 90