responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 88
حاجات معنوية أيضا، و هذه الميول كانت من الدوافع التي تدفعه للقيام بفعالياته . فالحضارات انعكاس لمتطلبات البشر المادية والمعنوية . و هناك علامات و آثار مستفيضة من الامم الماضية تدل علي أن المجتمع البشري كان مولعا بذات مقدسة غير متناهية و كان يعبدها، و ظهور الحضارات يؤيد هذا الامر. و هذا الميل الباطني موجود عند الانسان المعاصر أيضا، و هو مجبول عليه بصورة ذاتية و من دون أي تعليم، و علي الرغم من أن هذا الميل الباطني قد يتضأل بمرور الزمن، بتأثير الاحتياجات المتنوعة، أو قد يشبع الانسان هذا الميل الباطني لديه بالتوجه الي رموز غير واقعية .

وجود الله واحد من هذه الميول والتوجهات الباطنية . والفطرة السليمة تذعن بوجود ذات غير متناهية حكيمة و مقدسة ذات قدرة و علم كامل . وخير مثال علي هذا ما جاء في القرآن الحكيم : (و لئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) [1] و كذلك الامر بالنسبة الي خلق العالم (و لئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن خلقهن العزيز العليم ) .[2]

تكشف الحوادث العصيبة والمآزق والمخاطر التي يتعرض لها الانسان عن هذا الميل الباطني بوضوح . و توجد في القرآن الكريم آيات متعددة تحكي لسان حال أناس أحيط بهم في وسط البحر الهائج المتلاطم الامواج، و قد أشرفوا علي الغرق و ليست لديهم أية وسيلة للنجاة ; في تلك الحال يظهر هؤلاء ما يكمن في صدورهم و يطلبون الغوث والنجاة من الله العظيم . كما جاء في قوله تعالي : (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتي اذا كنتم في الفلك و جرين بهم بريح طيبة و فرحوا بها جأتها ريح عاصف و جأهم الموج من كل مكان و ظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين ) .[3]

الفطرة : عبارة عن مجموعة من الخصائص التي ولدت مع الانسان منذ بدء الخليقة . في أعماق كل انسان هناك توجهات الي المعارف والاعتقادات والميول أرقي من تلك الموجودة عند المخلوقات الاخري، من قبيل حب الخير والفضيلة، والانشداد الي

[1] سورة الزخرف (43)، الاية 87 .
[2] سورة الزخرف (43)، الاية 9 .
[3] سورة يونس (10)، الاية 22 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست