اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 87
محيرة للعقول . فهذا المخلوق العجيب يدل بحد ذاته و بلا أي دليل آخر، علي وجود
خالق مدبر.
نفي الصدفة
ربما يحمل كل ما في هذا الوجود من أمور كثيرة علي انها جاءت حصيلة لصدفة، او
أنها ظهرت فجأة و بدون تدبير سابق، و لكن لو كان الامر كذلك كيف يمكن تجاهل
الحقائق والنظم المشهود في تدبيرها؟ و كيف حصل كل ذلك ؟ و من أين نشأت هذه
الاشياء؟ هل يمكن انكار أو تجاهل كل ذلك ؟ أم نعتبر ذلك كله حصل مصادفة و في
توافق عجيب من غير أن يكون له صانع و مدبر، و نؤمن بأن كل شئ جاء من غير مادة
وصورة سابقة ؟ و هل يصدق أن الوجود بكل عظمته قد حصل بلا صانع ؟ و كل شئ فيه
يسير في اتجاه مرسوم له ولتحقيق هدف معين، من غير أن يكون هناك مهندس وضع له
تصميمه وهندسته ؟ و هل يصدق أحد أن طائرة مثلا تصنع من غير هندسة وتصاميم
وتطير في الهواء وتقطع المسافات و تنقل الركاب ؟ و هل يصدق أحد أن البواخر التي
تمخر عباب البحار والمحيطات ظهرت من تلقاء ذاتها و أنها تسير من غير ربان، و تعرف
من تلقاء ذاتها الموانئ التي يجب أن ترسي فيها و تحمل البضائع والركاب و تنقلهم
حيث ما ينبغي نقلهم ؟ و هل يتقبل العقل أن موجودات عجيبة و معقدة كالانسان ظهرت
الي الوجود ذاتيا و لم يكن لها خالق و مدبر؟ كيف يمكن القبول بأن عالما بهذه العظمة، من
تنوع الموجودات، يظهر الي الوجود و يسير ملايين السنوات في مدار صحيح، و يتدبر
أمره من غير وجود مدبر حكيم ؟
معرفة الله أمر فطري
تمثل أعمال و تصرفات كل انسان مظهرا لمعرفته و ميوله الباطنية . و نحن نستطيع أن
نعرف من خلال تصرف كل انسان و طريقة تعامله و نمط معيشته، عقيدته و أهدافه . كما
أن الاثار المتبقية من الانسان القديم، تقدم لنا دليلا قاطعا علي أن الانسان كانت له ميول
بالاضافة الي حاجته للمتطلبات المادية من قبيل الماء والنوم والتعليم و غير ذلك
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 87