responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 86
واللحم والشعر والاوردة والجلد والدهون و غير ذلك . و من غير الممكن أن يكون هذا قد خلق بغير تدبير. (فلينظر الا نسان الي طعامه ‌ انا صببنا الماء صبا ‌ ثم شققنا الا رض شقا ‌ فانبتنا فيها حبا ‌ و عنبا و قضبا ‌ و زيتونا و نخلا ‌ و حدائق غلبا ‌ و فاكهة و ابا ‌ متاعا لكم و لا نعامكم ) .[1]

و قد خلق الناس بشكل يتكيفون به مع البيئة المحيطة بهم . و قدرة و طاقة بدن الانسان و روحه متناسبتان مع الاوضاع المختلفة و يعتريهما ضعف و قوة و يتغيران بالامكانيات المتاحة في عالم الطبيعة، فيزول ما يلم بهما من ضعف . و جعلت في البدن أجهزة قادرة علي الكشف عن تلك المخاطر المحتملة . و هناك مؤشرات تبين ما يلم بالبدن من اضطراب في نظمه الكلي . فالحرارة والبرودة والسعال و ما شابه ذلك هي بمثابة تحذيرات تطلق للانسان لمعرفة الاخطار المحتملة والسعي الي التخلص منها. و كل هذا النظم ينم عن صانع حكيم .

الانسان مظهر للعالم الذي يعيش فيه . و يمكن القول أنه هو العالم الاكبر. فكل ما في هذا العالم قد أودع فيه بنحو ما. و لهذا فان معرفة الانسان تؤدي الي معرفة خالقه . (سنريهم آياتنا في الا فاق و في انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق ) . الانسان يحتاج الي النوم لمواصلة الحياة، و عليه أن يرتاح . ثم أنه يستيقظ من بعد النوم، (و جعلنا نومكم سباتا) .[2]

الانسان يتكلم بقطعة لحم و حنجرة من اللحم،[3] و خلقت له من ذلك البدن نفسه أذن سامعة و عين باصرة .[4] و حسب تعبير أميرالمؤمنين (ع) : "اعجبوا لهذا الانسان ينظر بشحم و يتكلم بلحم و يسمع بعظم و يتنفس من خرم".[5] و رغم ان الانسان مخلوق من طين و تراب غير أنه خلق بجسم و صورة متناسقة،[6] و جعل الناس علي صور و أشكال شتي، و صارت لهم لغات مختلفة .[7] و أودعت في البدن قوي و طاقات مدهشة

[1] سورة عبس (80)، الايات 24 - 32 .
[2] سورة النباء (78)، الاية 9 .
[3] سورة الرحمن (55)، الايتان 3 و 4 ; سورة البلد (90)، الاية 9 .
[4] سورة الانعام (6)، الاية 46 .
[5] الشريف الرضي ، نهج البلاغة، الحكمة 8، ص 470 .
[6] سورة الكهف (18)، الاية 37 .
[7] سورة الروم (30)، الاية 22 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 86
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست