اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 85
و لم تبلغ المغرب، و لم تنزل تحت الارض، و لم تصعد الي السماء، و لم تجز هنالك فتعرف
ما خلقهن ؟ و أنت جاحد ما فيهن ؟ و هل يجحد العاقل ما لايعرف ؟ فقال الزنديق : ما
كلمني بهذا أحد غيرك، قال أبو عبدالله (ع): فأنت في شك من ذلك فلعل هو، أو لعل ليس
هو، قال الزنديق : و لعل ذاك : فقال أبو عبدالله (ع): أيها الرجل ليس لمن لايعلم حجة علي
من يعلم، فلا حجة للجاهل، يا أخا أهل مصر تفهم عني فانا لانشك في الله أبدا، أما تري
الشمس والقمر والليل والنهار يلجان و لايشتبهان، يذهبان و لايرجعان قد اضطرا، ليس
لهما مكان الا مكانهما؟ فان كانا يقدران علي أن يذهبا و لايرجعان فلم يرجعان ؟ و ان
لم يكونا مضطرين فلم لايصير الليل نهارا والنهار ليلا؟ اضطرا والله يا أخا أهل مصر الي
دوامهما، والذي اضطرهما أحكم منهما و أكبر منهما، قال الزنديق : صدقت .
ثم قال أبو عبدالله (ع): يا أخا أهل مصر الذي تذهبون اليه وتظنونه بالوهم، فان كان
الدهر يذهب بهم لم لايردهم ؟ و ان كان يردهم لم لايذهب بهم ؟ القوم مضطرون يا أخا
أهل مصر، السماء مرفوعة، والارض موضوعة، لم لاتسقط السماء علي الارض ؟ و لم
لاتنحدر الارض فوق طاقتها فلا يتماسكان و لايتماسك من عليهما؟ فقال الزنديق :
أمسكهما والله ربهما وسيدهما، فآمن الزنديق علي يدي أبي عبدالله (ع). فقال له حمران
بن أعين : جعلت فداك ان آمنت الزنادقة علي يديك فقد آمنت الكفار علي يدي أبيك .
فقال المؤمن الذي آمن علي يدي أبي عبدالله (ع): اجعلني من تلامذتك . فقال أبو
عبدالله (ع) لهشام بن الحكم : خذه اليك فعلمه . فعلمه هشام فكان معلم أهل مصر و أهل
الشام، و حسنت طهارته حتي رضي بها أبو عبدالله (ع).[1]
الانسان، آية الله
لو نظر الانسان الي الطعام الذي يتناوله يوميا لادرك بأنه و ما فيه من فائدة و تنوع
مخلوق خالق حكيم . فالطعام خلق بشكل يلبي متطلبات كل أعضاء البدن من العظم