responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 84
فهذه لغة معبرة عن ادراك وجود الله، و هي لغة يفهمها كل بني الانسان . و لهذا السبب استعملها الانبياء.

فكل ما في هذا الكون يعتبر بمثابة دلائل علي وجود خالق مدبر: (ان في خلق السماوات والا رض واختلاف الليل والنهار لا يات لا ولي الا لباب ) .[1]

ان ما جاء في القرآن من عبارات دالة علي أن مثل هذه الايات لايعقلها الا ذووالالباب، انما يراد به التنبيه الي أن الايات معروضة أمام جميع الناس، و لكن لايوفق الجميع الي الاستفادة منها، و انما يوفق البعض الي الاهتداء بها، و لايهتدي بها غيرهم .

منهج الامام الصادق (ع) في اثبات وجود الله

قال هشام بن الحكم : كان زنديق بمصر يبلغه عن أبي عبدالله (ع)، فخرج الي المدينة ليناظره فلم يصادفه بها، فقيل له : هو بمكة فخرج الزنديق الي مكة و نحن مع أبي عبدالله (ع)، فقاربنا الزنديق - و نحن مع أبي عبدالله (ع) - في الطواف فضرب كتفه كتف أبي عبدالله (ع)، فقال له جعفر(ع): ما اسمك ؟ قال : اسمي عبدالملك، قال : فما كنيتك ؟ قال : أبو عبدالله، قال : فمن الملك الذي أنت له عبد، أمن ملوك السماء أم من ملوك الارض ؟ و أخبرني عن ابنك، أعبد اله السماء أم عبد اله الارض ؟ فسكت، فقال أبو عبدالله (ع): قل ما شئت تخصم . قال هشام بن الحكم، قلت للزنديق : أما ترد عليه ؟ فقبح قولي ، فقال له أبوعبدالله (ع): اذا فرغت من الطواف فأتنا، فلما فرغ أبو عبدالله (ع) أتاه الزنديق فقعد بين يديه و نحن مجتمعون عنده، فقال للزنديق : أتعلم أن للارض تحتا و فوقا؟ قال : نعم، قال : فدخلت تحتها؟ قال : لا، قال : فما يدريك بما تحتها؟ قال : لا أدري الا أني أظن أن ليس تحتها شئ، قال أبو عبدالله (ع): فالظن عجز ما لم تستيقن .

قال أبوعبدالله (ع): فصعدت الي السماء؟ قال : لا، قال : فتدري ما فيها؟ قال : لا، قال فأتيت المشرق والمغرب فنظرت ما خلفهما؟ قال : لا، قال : فعجبا لك لم تبلغ المشرق،

[1] سورة آل عمران (3)، الاية 190 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست