responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 83
الانسان للاصنام والقمر والكواكب آلهة، و أشار اليه القرآن الكريم، فهو من الانحرافات التي وقعت في ما بعد.

طرق معرفة الله

وجود الله بديهي الي درجة أنه لايحتاج الي اثبات . و قد عم كل الوجود بلطفه . و كل الوجود منبثق بفضل جوده و كرمه . و حيثما ينظر المرء يري معالم وجوده بكل جلاء. و هو باسط ظله علي الوجود كله، بل لايمكن تصور الوجود بدونه . و تدبيره مشهود في كل شئ بجلاء. فهل ثمة حاجة الي دليل لاثبات وجود النهار؟ فوجود الله أسطع من ضوء النهار.

كل انسان و حتي الطفل يري أن لكل حادث علة . و علي هذا الاساس تراه يبحث عن أسباب و علل الاحداث والوقائع . والذين يعلمون بأن لكل ظاهرة علة يحرصون عادة علي البحث عنها. ولو كان الافتراض المسبق لديهم أن كل شئ يقع عن طريق الصدفة لما توجهوا نحو الاكتشافات، و لكان عملهم في هذا المضمار عبثا.

لاشك في أن مظاهر الخلق كلما كانت أكثر تعقيدا و عظمة، دلت علي مدي عظمة و قدرة صانعها. و لهذا السبب فنحن نطلق تسمية الحكيم علي خالق هذا الكون الذي نعيش فيه و لانعرف الا شيئا يسيرا عنه . فهذا الوجود علي درجة من العظمة والتعقيد والنظم بحيث لايمكن أن يكون بلا خالق، أو يكون خالقه فاقدا للقدرة والحكمة . فان ما كشفه علماء الاحياء والفلك و غيرهم حتي الان لايكاد يمثل الا شيئا يسيرا من هذا الوجود، و لم يعرفوا من أسراره الا القليل .

ان كتاب الطبيعة حافل بالاسرار، و لكن من المتعذر علي الانسان كشفها و دراستها كلها، غير أن الاطلاع عليها يفتح أمامه آفاقا جديدة، و يدعوه الي التأمل في ما تزخر به من تنوع و دقة و اتقان . فكيف يمكن القول : ان هذا حصل صدفة و من غير تدبير؟ و لهذا كان الرسل يسألون أقوامهم : (قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والارض ) .[1]

[1] سورة ابراهيم (14)، الاية 10 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست