اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 459
امري، فاجعلوا مكانه من يتبع امري".[1]
عندما ينهي القرآن عن قبول حكم الطاغوت : (يريدون أن يتحاكموا الي
الطاغوت و قد أمروا أن يكفروا به ) ،[2] أو يرفض تسلط منكري الحق والحقيقة علي
المسلمين تحت قاعدة "نفي السبيل" التي ترسمها الاية الشريفة (و لن يجعل
الله للكافرين علي المؤمنين سبيلا) ،[3] أو حينما تتحدث الروايات عن تعذيب من
يحجبون حق مؤمن "من حبس حق المؤمن ... ثم يؤمر به الي النار"،[4] فهذا في الحقيقة
يبين للناس سبيل بقاء أو نفي هيمنة أصحاب القدرة علي شؤون الناس .
و علي هذا الاساس لابد أن يؤخذ بالحسبان أسلوب حل عملي و قانوني في العقد
الرسمي للحكومة (الدستور) لعزل الحكام . و من الطبيعي أن تحديد التصدي للمناصب
بمدة معينة يمثل طريقا للحل لتخلص الشعب من السلطة الفردية التي تخرج عن المسار
الصحيح، و لكن ينبغي أيضا أن يؤخذ بنظر الاعتبار سبيل للعزل قبل الموعد المقرر فيما
اذا اقتضت الضرورة ذلك، لكي تجري هذه العملية بلا تبعات سلبية أو أضرار اجتماعية .
أما كيفية الوصول الي الوضع المطلوب فينبغي انتزاعها والعمل بها في ضوء معطيات
التجارب البشرية، و لكن النصوص والاحكام الدينية قد بينت أيضا الحالات التي ينبغي
فيها تجريد الحاكم من صلاحياته، و منها نقض العهد، و فقدان الشروط اللازمة
للمسؤولية، والمخالفات الحقوقية والجزائية و ما شابه ذلك . و بعض هذه الحالات تابعة
للقانون و للشروط التي توضع حين الانتخاب .
شروط الحاكم
الجهة التي تثبت الشروط المعتبرة في الحاكم، العقل والنقل (يشمل الكتاب والسنة).
و لاشك في أن الشروط العامة للحاكم مشتركة لدي جميع الشعوب والدول . و اذا كان
[1] المتقي الهندي ، كنز العمال، ج 5، ص 798، الحديث 14415 .
[2] سورة النساء (4)، الاية 60 .
[3] سورة النساء (4)، الاية 141 .
[4] الكليني ، الكافي ، ج 2، ص 367، الحديث 2 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 459