اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 460
هناك أي فارق بينها في هذا المجال فهو لايتعدي الشروط الخصوصية . و قد سبق ذكر بعض هذه
الشروط في الجانب الاخلاقي عند شرح أخلاق المسؤولين، و لكن توضيح بعضها الاخر مفيد
هنا.
و قد ذهب عقلاء العالم الي اعتبار عدة شروط يلزم توفرها فيمن يتصدون لمناصب
حكومية، و هي العقل والتدبير، والتخصص في علم يرتبط بمسؤوليتهم، والكفاءة
التنفيذية، والمقدرة الجسمية والنفسية، والامانة، والعدالة .
و هذه طبعا من الامور العقلية التي يدرك كل عاقل أنها يجب أن تتوفر في الحكام،
و لاحاجة لامر شرعي في هذا المجال .
و هناك شروط أخري تري الشريعة المقدسة ضرورة توفرها فيمن يحكم المسلمين،
لتكون مدعاة لمزيد من وثوق الشعب بالحاكم و ذوي المناصب، و هي :
أ - الاسلام والايمان
و هذا شرط وضعه الدين بالنسبة الي من يتولي حكم المسلمين، و هو أن يكون مسلما
و مؤمنا بالدين و أحكامه، و لايتصدي لهذا المنصب من لم يكن مؤمنا. جاء في القرآن
الكريم : (و لن يجعل الله للكافرين علي المؤمنين سبيلا) .[1] و جاء في آية
أخري من القرآن أيضا: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين و
من يفعل ذلك فليس من الله في شئ) .[2]
و لاشك في أن هذا الشرط أساسي ، و من غير المنطقي أن يتصدي غير المؤمن لمنصب
حكومي مع وجود أناس متدينين . و اذا كان الايمان شرطا في مناصب اجتماعية صغيرة
مثل امامة الجماعة، فمن الاولي أن يؤخذ هذا الشرط بنظر الاعتبار في مناصب اجتماعية
أكبر و أهم .
و فضلا عن ذلك، هناك شروط أخري لابد منها لبعض المسؤوليات كطهارة المولد، و
قد وردت في النصوص الدينية، و يؤدي توفرها في الحاكم الي مزيد من ثقة أبناء الشعب
بالحكومة الدينية .
[1] سورة النساء (4)، الاية 141 .
[2] سورة آل عمران (3)، الاية 28 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 460