اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 444
الحكومة وسيلة لتحقيق الاهداف الدينية
كل أحكام الشريعة وسيلة لتحقيق الاهداف الدينية . و هذه الاهداف كفيلة بضمان سعادة
الانسان في الدنيا والاخرة . و هذه الاحكام في الشؤون الاجتماعية تترتب علي بعضها
الاخر، و تؤلف وحدة متكاملة تضمن للناس سعادتهم فيما لو روعيت كل جوانبها،
و لكن لابد من الاذعان الي أن الافراد يفتقرون عادة الي الدوافع الذاتية للالتزام بالقوانين بكل
حذافيرها، بل ان البعض يري في بعض الحالات أن تجاهل القوانين أكثر انسجاما مع
رغباته . و هذا ما يفرض علي الحكومة أن تكون ذات نظرة شاملة و أن تحرص علي
تطبيق كل القوانين . جاء في رواية صحيحة عن الامام الباقر(ع) أنه قال : "بني الاسلام علي
خمسة أشياء; علي الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية . قال زرارة : فقلت : و أي شئ
من ذلك أفضل ؟ فقال : الولاية أفضل، لانها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن ..."[1]
و علي الحكومة باعتبارها الجهة التي تتكفل بتطبيق أحكام الدين، أن توفر الحريات
اللازمة لتحقيق أهداف الدين . و لاينبغي - طبعا - النظر الي المناصب الحكومية كأداة
للسطوة الفردية و منطلقا لاقتناص مآرب دنيوية، و كما قال أميرالمؤمنين (ع): "ان عملك
ليس لك بطعمة و لكنه في عنقك أمانة".[2]
من المفترض أن يكون كل هم الشخص من وراء تسلم أي منصب حكومي هو احقاق
الحق ، و اصلاح الفساد و بسط العدالة والامن الاجتماعي "لنري المعالم من دينك و نظهر
الاصلاح في بلادك و يأمن المظلومون من عبادك و يعمل بفرائضك و سننك و
احكامك".[3] فالحكومة التي تقوم علي أساس تطبيق أحكام الدين والقوانين الانسانية
هي حكومة دينية، و عليها أن توفر متطلبات الامن والعدالة والتقدم لابناء شعبها. و في
ظل مثل هذه الحكومة يعيش الناس في أمن، و لايأمن في ظلها أي معتد علي حقوق
الاخرين .
[1] الكليني ، الكافي ، ج 2، ص 18 و 19، الحديث 5 ; راجع : دراسات في ولاية الفقيه، ج 1، ص 188 و 189 .
[2] الشريف الرضي ، نهج البلاغة، الكتاب 5، ص 366 ; راجع : دراسات في ولاية الفقيه، ج 1، ص 344 .
[3] الحراني ، تحف العقول، ص 239 ; راجع : دراسات في ولاية الفقيه، ج 1، ص 313 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 444