اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 374
الحياة الاجتماعية لاينتظم عقدها من دون الالتزام بالعهد. فهذه الخصلة مدعاة لوثوق
الناس ببعضهم، و بدونها لاتبقي للعهود والوعود قيمة . واستنادا الي الاية المذكورة آنفا
يجب الالتزام بكل العهود. و متي ما أبرم عهد سواء باسم الله، أم علي شكل قسم أو نذر أو
عقد، فمن الطبيعي أن التخلف عنه يعتبر قبيحا من الناحية الاخلاقية، اضافة الي أنه اثم و
يستوجب الكفارة .
أنزل الباري تعالي في كتابه الكريم عددا من الايات حول العهود والعقود والنذر
والقسم، منها قوله : (و ما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فان الله يعلمه ) .[1]
و قال عزوجل من قائل في موضع آخر: (و أوفوا بعهد الله اذا عاهدتم و
لا تنقضوا الايمان بعد توكيدها و قد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون و
لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون
أمة هي أربي من أمة انما يبلوكم الله به ...) .[2]
و علي أية حال هناك نوع آخر من العلاقة بين العبد وربه، و هو أن الانسان يوجب
علي نفسه فعل أو ترك عمل معين لوجه الله تعالي من خلال عهد أو نذر أو قسم .
والنذر علي عدة أقسام :
1 - نذر البر; و هو ما ينذر لشكر نعمة دنيوية أو أخروية، كأن يقول : "نذر علي لله ان
وفقني للحج أن أفعل كذا عمل خير"، أو أن يكون شكرا لترك ذنب أو لشفاء من مرض، أو
أية مشكلة أخري .
2 - نذر الزجر; و هو ما يوقعه المكلف لمنع نفسه عن فعل حرام أو مكروه كأن يقول
مثلا: نذر علي لله ان اغتبت أحدا عمدا أن أصوم يوما.
3 - نذر التبرع ; و هو ما جاء مطلقا من غير التعلق بشرط، كأن يقول : نذر علي أن أصوم
الغد.
[1] سورة البقرة (2)، الاية 270 .
[2] سورة النحل (16)، الايتان 91 - 92 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 374