اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 314
و مع أن العناوين الكلية والوظائف العملية الواضحة - كالصلاة، والصوم، والزكاة،
والحج، و غيرها - موضع اتفاق جميع المسلمين، و من ضروريات الدين، بيد أن الاطلاع
علي كثير من تفاصيلها الجزئية يحمل جانبا تخصصيا. و اذا لم يكن أحد حائزا علي هذا
التخصص، عليه الرجوع الي من لديه اطلاع واختصاص كاف، أي يجب عليه الرجوع في
أمر الدين الي مجتهد صاحب نظر و حائز علي الشرائط. فمثلما يرجع كل الناس في
أعمالهم اليومية - في المجالات التي ليس لهم فيها خبرة واختصاص - الي من يثقون به
من ذوي الاختصاص والخبرة، فان التقليد يعني في الحقيقة الاخذ برأي متخصص في
القضايا التي تحتاج الي تخصص .
التقليد يسري فقط علي الاحكام العملية من الدين، و أما أصول الدين والشؤون
الاعتقادية فيه فلا تخضع للتقليد. فالايمان والاعتقاد بحقائق الوجود، والتمسك
بالقضايا الاعتقادية وأصول الدين، يجب أن تكون بالدليل والبرهان و كسب العلم
واليقين . فلا يمكننا القول : ان الله واحد لان آباءنا أو العلماء يقولون ذلك، أو ان الحياة بعد
الموت حق لان كل المسلمين يعتقدون بذلك . نعم يمكن الاعتقاد والاطمئنان بذلك
استنادا الي ما قاله الانبياء. و لابد طبعا أن يتناسب الدليل مع فهم المكلف، كما حصل
بالنسبة الي رسول الله 6 حينما سأل عجوزا بيدها مغزل، عن الله، أوقفت الغزل و قالت :
مثلما أن هذا المغزل لايدور بدون وجود من يدوره، فان هذا العالم العظيم لايدور دون
مدبر.
شروط مرجع التقليد
يجب أن تتوفر في مرجع التقليد الشروط التالية :
1 - الاجتهاد; فلابد أن يكون مرجع التقليد جامعا لشروط الافتاء، و قادرا علي
استنباط المسائل الشرعية من مصادرها الاصلية .
2 - العدالة ; يجب أن يتصف مرجع التقليد بملكة العدالة . وتطلق كلمة "عادل" علي
من يكون مستقيما و معتدلا في العقيدة والاخلاق والعمل، بحيث أنه يلتزم في الظروف
العادية بما هو واجب عليه و يترك ما هو محرم عليه .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 314