اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 313
3 - دور الاجتهاد التخصصي
في عهد غيبة الامام المهدي (ع) - حيث تعذر الاتصال المباشر بالمعصوم - صار
الاجتهاد حلا للكثير من المستجدات والمسائل المستحدثة . و بهذا يحفظ الدين حيويته
و أصالته الالهية . و في هذا الدور بدأ الاجتهاد بمعناه الاصطلاحي ; أي رد الفروع الي
الاصول وتطبيق الاصول علي الفروع مع الاطلاع التام علي المصادر، والمعرفة بقواعد
الاستنباط و آراء الفقهاء السابقين .
في رأي الاسلام، الاستنباط والاجتهاد ليس حكرا علي طبقة أو فئة من الناس دون
سواها. و بامكان كل من يملكون الاهلية العلمية أن يجتهدوا. و كل من لديهم القدرة علي
فهم الاحكام الالهية من مصادرها، بامكانهم عند احراز الصلاحية، استبناط الاحكام من
خلال الرجوع الي النصوص الدينية و مصادر التشريع .
و أما الاخبار الواردة في ذم الاجتهاد والعمل بالرأي فالمراد منها هو الاجتهاد
المتداول عند بعض فقهاء أهل السنة، الذين يفتون - عند عدم وجود نص - وفقا
للاستحسانات الظنية والحدسية . في حين أن مرادنا من الاجتهاد هو استنباط الفروع من
الاصول الكلية الواردة، و هو ما كان الائمة أنفسهم قد أسسوه وروجوا له، حيث قالوا:
"علينا القاء الاصول و عليكم التفريع"[1] و هذا شئ معقول و منطقي طبعا.
التقليد
بحكم العقل من اللازم والضروري معرفة الاحكام والواجبات الدينية التي فرضها الله
علي كل مسلم ; لان سعادة الانسان مرتبطة ارتباطا وثيقا بعمله بالفرائض الدينية ; اذ
لا يمكن العمل بالواجبات دون معرفتها.