responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 244

المؤمن لايضيع وقته هباء، و انما هو مشغول علي الدوام بذكر الله و بالعبادة . و في الوقت الذي يمارس فيه أعماله اليومية لتمشية و ادارة شؤون أسرته بشرف و كرامة، فانه لايغفل عن ذكر الله . و هو يقوم بمساعيه في الحياة طاعة لله و أداء لما هو مفروض عليه . و حتي ما هو مباح من شؤون الحياة يؤديه لوجه الله و بهدف نيل مرضاته .

الانسان قد تنتابه الغفلة و يبتعد عن المسار الالهي في خضم الحياة اليومية، و في معترك الحياة و مجابهة حلوها و مرها، وربما ينزلق و ينحدر في شراك الشيطان . و لاجتناب مثل هذه المخاطر عليه أن يضع نظاما يوميا لمحاسبة نفسه ; فان عثر علي خطاء أو ذنب في أعماله ندم وتاب وعزم أن لايعود اليه، و ان وجد عملا صالحا شكر الله و طلب منه توفيق الاستزادة منه . روي عن الامام موسي بن جعفر(ع) أنه قال : "ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فان عمل حسنا استزاد الله و ان عمل سيئا استغفر الله منه و تاب اليه".[1] و ان وجد في نفسه قصورا أو تقصيرا في عمل الخير، بادر الي تلافي ما سلف منه . و بالاضافة الي ما يعزم عليه من عدم تكرار الذنب و عدم الوقوع في شراك الشيطان، عليه أن يراقب نفسه و يكون بمثابة العين الساهرة علي سلوكه و أفعاله مخافة الانحراف عن المسار الالهي . فالغفلة عن هذه المهمة قد تبعد الانسان عن سبيل الله .

ان لكل من النهوض والجلوس، والمشي والنوم و ما شاكل ذلك آدابا، و كل واحدة منها تستدعي ذكر الله و شكره . وردت في الروايات تأكيدات علي التحري عن حلية الطعام والشراب، و أن يبدأ بتناولها بذكر اسم الله،[3] و غسل اليدين [2] اضافة الي الرضا بما يتناوله من الطعام . و أن يتناول لقما صغيرة، و يضع الطعام في فمه بيده اليمني، و أن يتأني و لايتعجل في الاكل . قال الامام الصادق (ع) أطيلوا الجلوس علي الموائد فانها ساعة لاتحسب من أعماركم .[4] و يجب مضغ الطعام جيدا، و بعد الانتهاء من الطعام

[1] المصدر السابق، ص 453، الحديث 2 .
[2] الكليني ، الكافي ، باب التسمية والتحميد، ج 6، ص 292 .
[3] المصدر السابق، باب الوضوء قبل الطعام، ص 290 .
[4] الطبرسي ، حسن بن فضل، مكارم الاخلاق، الفصل الثالث في آداب الاكل، ج 2، ص 305، الحديث 3 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست