responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 243

السلوك الشخصي

أحد التعاليم الاخلاقية للاسلام هو أن يكون لدي الشخص نظام و رؤية مستقبلية . اذ ينبغي للمؤمن أن ينظم سلوكه الشخصي وفقا للتعاليم الاخلاقية التي دعا اليها الدين . و عليه أن لاينسي ربه في الخلوات، و أن يكون في تفكير دائم، و أن يستفيد من عقله و فكره الي أبعد ما يمكن . روي عن الامام علي بن موسي الرضا(ع) أنه قال : ان العبادة ليست في كثرة الصوم والصلاة، و انما في كثرة التفكير في أمر الله .[1]

يجب علي المؤمن أن يسعي لتقوية ايمانه بالله تعالي و أن يصل الي حد اليقين . وسيدرك عند ذاك بأن الله هو المدبر لكل شؤون العالم و أن ارادته هي التي ترسم كل الحوادث . و حينذاك يتوكل عليه في كل أموره، و يرضي بقضائه . جاء في ما روي من الاحاديث أن الامام الصادق (ع) سئل عما يعرف به المؤمن، فقال : بالتسليم لله والرضا في ما ورد عليه من سرور أو سخط.[2]

و في ضوء الحقيقة السالف ذكرها يتولد لدي الانسان خوف من أن يقوم بعمل يؤدي الي سخط الله عليه أو قطع رحمته عنه . و علي صعيد آخر، بما أن الله أرحم الراحمين و يتكرم علي عباده دوما باللطف والرحمة، فقد يدفعه هذا التصور الي تجاهل أداء فرائض الطاعة والعبودية، و يقصر في أداء ما يجب عليه أداؤه انطلاقا من الامل برحمة الله الواسعة . و من المحتمل طبعا أن حالة الرجاء بلا خوف والخوف بلا رجاء تؤدي الي ابعاد الانسان عن النهوض بمهامه و واجباته أو زرع اليأس في نفسه . و كلا هاتين الحالتين تتعارضان مع روح التوحيد. فالمؤمن يجب أن يعيش علي الدوام بين حالتي الخوف والرجاء. فقد نقل أن الامام الصادق (ع) سئل : ما كان في وصية لقمان لابنه ؟ فقال : كان فيها الاعاجيب، و كان أعجب ما فيها أن قال لابنه : خف الله عزوجل خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك .[3]

[1] الكليني ، الكافي ، ج 2، ص 55، الحديث 4 .
[2] المصدر السابق، ص 63، الحديث 12 .
[3] الكليني ، الكافي ، ج 2، ص 67، الحديث 1 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست