اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 242
الاخلاق الفردية
ينبغي في ضوء ما سبق ذكره تصحيح التصور الذي يظهر الاخلاق و كأنها ذات طابع
اجتماعي صرف، و أن جميع الارشادات الاخلاقية تتعلق بطريقة السلوك مع الاخرين .
فالاخلاق ذات طابع فردي من جهة و ذات طابع اجتماعي من جهة أخري . و تدل التعاليم
الاخلاقية بأن الاخلاق الاجتماعية لاتكفي بمفردها لصياغة شخصية الانسان صياغة
أخلاقية، و انما التعاليم الاخلاقية تنظم سلوك الانسان مع الاخرين، و تنطوي في الوقت
ذاته علي ما يقرب الانسان الي ربه . و علي هذا الاساس فان مجرد تنظيم السلوك
الاخلاقي مع الاخرين لايكفي للاتصاف بالاخلاقية . فهناك قسم من السلوك الاجتماعي
قد يكون حسنا و مفيدا للحياة الاجتماعية، و لكنه غير مقبول دينيا. نذكر علي سبيل
المثال أن احترام الناس و مساعدة المحتاجين منهم وتقديم العون المادي للمعوزين، من
أمور الخير والاحسان، و هي مطلوبة، و لكن من وجهة النظر الدينية تصح هذه الاعمال
فيما اذا كان القصد منها التقرب الي الله، و أن تكون خالية من الرياء. ولو أدي الانسان
أعمالا كثيرة بدون قصد التقرب الي الله فلن تصل به الي الكمال والسمو. فالاخلاق هي
السلوك الحسن مع العباد، و فضلا عن ذلك لابد أن تقرب الانسان الي الله .
من الامور المهمة في الاخلاق الفردية اجتناب الخبائث وتطهير النفس منها،
واستحضار نية التقرب الي الله في الاعمال الفردية والجماعية، والاخلاص في العمل،
وخشوع القلب، والذكر، و آداب الاكل والنوم، والقناعة، و حالات القلب، والشكر
والصبر، والخوف والرجاء، والزهد، والتوكل، والرضا بقضاء الله .
و يفهم من مجموع التعاليم الاخلاقية في الاسلام أن من يريد الرقي والتكامل فلابد له
من نظام يسير عليه . اذ لايمكن طي الطريق والسلوك المعنوي الي الله من غير عمل منظم .
فهناك ارشادات و تعليمات لكل ساعة من ساعات الليل والنهار، و هي تعبير عن هذا
المعني و تعد بمثابة منهاج يومي ، و مثل هذه التعليمات والارشادات لاينحصر هدفها في
الجانب الجماعي فقط، و انما وضعت لاجل اللحظات التي يعيش فيها الانسان مختليا
بنفسه .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 242