اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 225
3 - الاهتمام بالجوانب الوجودية للانسان
من خصائص النظام الاخلاقي المفيد والفاعل أن يتعامل عن وعي مع مكونات
الانسان و قدراته . و هذه الميزة موجودة في النظام الاخلاقي الذي جاء به الاسلام .
من الواضح أن الانسان يملك عقلا و وعيا و مشاعر و متطلبات و حاجات مادية و
معنوية، و هو مجبول علي فطرة و غرائز، والكثير من حاجاته الفطرية والطبيعية ذات
تأثير في سلوكه، و من خلالها تتبلور صياغة شخصيته . و لاشك في أن تجاهل أي من
تلك العناصر والمكونات قد يفضي الي بناء انسان غير متزن في الجوانب الاخلاقية
والتربوية، و لكن الاسلام قد وضع نصب العين - في تعاليمه الاخلاقية - جميع مكونات
الانسان ; لان عدم أخذ تلك الجوانب بنظر الاعتبار يفقد الارشادات الاخلاقية فاعليتها.
النفس و أقسامها
يهتم النظام الاخلاقي في الاسلام بشكل أساسي بتنمية و تهذيب الجانبين الروحي
والعقلي لدي الانسان، و يري أن الشؤون الاخلاقية مبنية علي الاختيار والوعي والعقل .
والانسان ذو نفس حية، و لها تأثيرات و وظائف شتي . و منها أنها تقوم بمهمة توجيهه . و
من الطبيعي أن الميول والرغبات أمور واقعية في وجود الانسان و مبعثها النفس . و قد
أخذت هذه الرغبات والنوازع بنظر الاعتبار في التعاليم الاخلاقية . و هناك تعاليم كثيرة
وضعت لتهذيب النفس و تنظيم دورها و تأثيرها، و لكن دون أن تستهدف الغاءها و
كبتها.
نورد في ما يلي أمثلة من أفعال النفس و تأثيراتها مع ذكر التعاليم الاخلاقية التي
وضعت لها:
النفس الامارة
تحدث القرآن الكريم عن النفس بتعبيرات شتي، منها أنه نص مثلا علي :
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 225