اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 224
كانت هناك في العصر الجاهلي سجايا أخلاقية حميدة، و قد أقرها الاسلام و أمضاها،
كالضيافة والمروءة . و هذا يعني أن الاسلام لم يحارب كل ما كان موجودا في الجاهلية،
و انما أقر واستحسن ورسخ صفات حسنة كالمروءة، والكرم، والشهامة، والضيافة،
والشجاعة، و غير ذلك .
2 - الواقعية
اهتم الاسلام في تعاليمه الاخلاقية بحاجات الانسان الفطرية، و طرح القيم بشكل
واقعي يأخذ بنظر الاعتبار صعوبات الحياة كالفقر والجوع والمرض والعوز، و دعا الي
تلك القيم بطريقة تتسم بالمرونة في مثل هذه الظروف، بحيث لايقع المكلف في عسر و
حرج .
التعاليم الاخلاقية في الاسلام قائمة علي رؤية واقعية، و هي ليست مجرد وصايا
جامدة و خالية من الروح، و مقرونة بتوجيه لفائدتها والغاية التي وضعت لاجلها. و هناك
تأكيدات علي أن الالتزام بالقيم الاخلاقية يعود بالفائدة علي الشخص نفسه، و هذا يمثل
بحد ذاته تشجيعا علي العمل بها. والنظام الاخلاقي في الاسلام لايكتفي بذكر مفاهيم
أخلاقية عامة و قضايا أخلاقية بديهية، و انما جري تبيان مصاديق كل مفهوم عام . و ما
يعرف باسم القيم الاخلاقية عبارة عن أمور ذات قيمة و خاضعة للمصلحة . و ما يعرف
بأنه غير قيمي فهو يتعارض مع القيم و ينطوي علي مفسدة، كما هو الحال بالنسبة الي
الدعوة الي العدل والاحسان : (ان الله يأمر بالعدل والاحسان ) [1] والنهي عن
الفحشاء والمنكر (و ينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي) .[2]
يهتم الاسلام بعواطف الانسان وضبط المشاعر و توظيفها لترسيخ القيم الاخلاقية .
كما أنه يوجه الغرائز و يهذبها. و يعير اهتماما واضحا للرقي المعنوي والوصول الي بناء
اجتماعي متكامل . كما يعني المنهاج التربوي في الاسلام بالعلاقات العاطفية في اطار
الاسرة، و في العلاقات مع الاخوة في الدين .
[1] سورة النحل (16)، الاية 90 .
[2] سورة النحل (16)، الاية 90 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 224