اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 209
كانت روحية أم جسمية . و يشهد كل عضو من أعضاء البدن بما يتناسب مع عمل الروح . و
يمكن القول - كما قال صدر المتألهين الشيرازي - ان الروح في عالم البرزخ و في عالم
الاخرة، تواصل حياتها ببدن مثالي مشابه لبدنها المادي . نظير ما يحصل في عالم المنام
حين تواصل الروح نشاطها ببدن مثالي ، بينما البدن المادي مضطجع في الفراش .
والنتيجة هي أن المعاد الجسماني أمر قطعي ، و هذا ما أكده القرآن الكريم، و لكننا غير
قادرين علي ادراك كل خصائصه . و ما ينبغي الاعتقاد به ويعتبر من ضرورات الدين هو
المعاد الجسماني و ليس خصائصه و كيفياته .
الحساب
يؤتي بالموتي الي موقف الحساب بعد نفخ الصور. و من الطبيعي أن الحساب في هذا
الموقف - الذي يعتبر من مواقف القيامة - يجري بصورة واضحة و شفافة لا لبس فيها; و
ذلك بسبب علم الله المطلق بكل شئ. هناك لاتهمل ذرة واحدة من أعمال كل
شخص .[1] اذ تعرض هناك كتب مسجلة فيها أعمال العباد، و يحضر الانبياء و شهود
الاعمال ويقضي بين الناس بالحق . استنادا الي ما هو مدون في كتاب أعمال كل انسان :
(ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد) [2] و في هذا الكتاب مدون كل ما هو صغير أو
كبير من الاعمال : (و كل صغير و كبير مستطر) [3] و يوضع أمام كل شخص يوم
القيامة كتاب أعماله ليقراء ما فيه و تجري محاسبته استنادا اليه .[4]
في ذلك الموقف يكون كل شخص مسؤولا عن أعماله ; فمن عمل صالحا تغمره
الفرحة والسرور (و ينقلب الي أهله مسرورا) .[5] بينما لايجني المسئ غير الخوف
والرعب : (و وضع الكتاب فتري المجرمين مشفقين مما فيه و يقولون يا ويلتنا مال هذا
الكتاب لايغادر صغيرة و لاكبيرة الا احصاها و وجدوا ما عملوا حاضرا و لايظلم رب ك أحدا) .[6]
[1] سورة الزلزلة (99)، الايتان 7 - 8 .
[2] سورة ق (50)، الاية 18 .
[3] سورة القمر (54)، الاية 53 .
[4] سورة الاسراء (17)، الايتان 13 - 14 .
[5] سورة الانشقاق (84)، الاية 9 .
[6] سورة الكهف (18)، الاية 49 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 209