responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 208

ليس من المتعذر علي الله اعادة خلق البدن المتفسخ أو الذي أكلته الحيوانات، أو الذي احترق بالنار; اذ ليس من العسير علي الله اعادة جميع ما تلاشي و تناثر من الابدان (ايحسب الانسان أن لن نجمع عظامه ‌ بلي قادرين علي أن نسوي بنانه) [1] فهذا العمل ليس بأصعب من خلق الانسان ابتدأ; اذ لم يكن له حينذاك شكل أو قوام، فمثلما تنبعث الحياة من جديد في الاشجار بعد جفافها، أو كما تنبثق النباتات من باطن الارض بعدما ذوت، فان الباري الذي يخلق من التراب كائنات معقدة، يستطيع أن يبعث فيها الحياة مرة أخري .

أما القول : ان البعث من جديد يستلزم اعادة الظروف الزمانية والمكانية والاجواء الاخري الي ما كانت عليه في السابق، فهذا الاشكال يمكن نقضه . فحقيقة الانسان تكمن في الروح التي تفارق الجسم و تمكث في البرزخ . و يؤتي بها يوم القيامة . الروح هي قوام البدن و هويته . و بما أن كل الصفات والمعتقدات الحسنة والقبيحة تكتسبها الروح، لذلك من الطبيعي أن يكون كل شئ متعلقا بها. و من المحتمل أن يؤتي بالروح في هيكل آخر و في الوقت ذاته تحتفظ بهويتها.

البدن يعيش في الدنيا في حالة من التغيير والتبدل ; فتتفسخ بعض خلاياه وتزول و تحل محلها خلايا جديدة، و لكن هويته و شخصيته باقية، لان جميع مكوناته خاضعة لارادة روح واحدة . وتلك الروح التي تؤلف هوية أي شخص، تؤدي دورها في الملكات التي اكتسبتها. و هي تؤدي عملها بواسطة أعضاء وجوارح البدن الجديد. و تعبير "خلق جديد"[2] الذي ورد في القرآن يتناسب مع هذا المعني . و يمكن أيضا اعتبار مثل هذه الحالة متطابقة مع الرواية التي تقول : "الناس في الجنة علي صور أبدانهم لو رأيته لقلت فلان ...".[3] و بعبارة أخري : تزول الاجزاء المادية الدنيوية بعد الموت وتبقي الروح . و تستطيع الروح أن تؤدي دورها - في ضوء ما اكتسبته في الدنيا - في قالب آخر، و تسير علي ذات النهج في الحياة الاخرة، و تتلقي جزأها و تذوق طعم اللذائذ والالام سواء

[1] سورة القيامة (75)، الايتان 3 - 4 .
[2] سورة سباء (34)، الاية 7 ; سورة ق (50)، الاية 15 .
[3] الطوسي ، تهذيب الاحكام، ج 1، ص 466، الحديث 1527 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست