responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 204

ان مشقة وعذاب يوم القيامة قد جعلا لمن لم يكسبوا القدرة و لم يتحلوا بالاستعداد اللازم و لم تتعلق قلوبهم بربهم . و أما الذين تزودوا من دنياهم لاخرتهم و آمنوا بأن الله رقيب عليهم واختاروا لانفسهم مسارا صحيحا في الحياة فلا يخشون عذاب ذلك اليوم و أهواله . و بما انهم يعلمون عدم عسر ذلك اليوم عليهم فنهم يدخلون ساحة الحساب يوم القيامة بقلوب مطمئنة .

الحشر والمعاد

الناس بعد الموت لايفنون، و انما يأتي يوم يبعثون فيه، و تتواصل حياتهم علي نحو آخر. ولاعادة حياة الانسان أهمية قصوي في التعاليم الدينية من جهة و بين الناس أنفسهم من جهة أخري . فقد كانت قضية الموت والمعاد والحياة الابدية أمرا تكتنفه الاسرار. و كثيرا ما يتسأل الناس : لماذا ولدوا و لماذايجب أن يموتوا؟ و ما الذي سيحل بهم بعد الموت ؟ و اذا كانت حصيلة الحياة هي الموت، فلماذا يجب أن يأتوا الي الدنيا؟ أليس من الافضل أن لايأتوا الي هذه الدنيا، لكي لايكابدوا كل هذا العناء، و لكي لا يرغموا علي الموت يوما؟

كانت احدي غايات الانبياء الكشف عن هذا اللغز; اذ انهم كشفوا عن ذلك و بينوا للناس بأنهم بعد الموت لايفنون و انما ينتقلون من موضع الي آخر. و هذا الانتقال يكون عن طريق الموت ; حيث تبقي الروح و يعود البدن الي التراب .

و قد يتبادر الي أذهان الناس سؤال آخر بعد ادراك هذا الواقع، و هو كيف يمكن أن يعود هذا الانسان بما يتصف به من تعقيد في الخلق، الي الحياة بعد الموت، و بعدما يفني و يتلاشي بدنه ؟ و قد تحدث القرآن الكريم عمن كانوا لايؤمنون بالبعث، و أقسموا أن الموتي لايبعثون : (و أقسموا بالله جهد أيمانهم لايبعث الله من يموت ) .[1] و يستدل من هذه الاية و أمثالها علي أن قضية المعاد كانت من القضايا الغامضة لديهم، و كانوا كثيرا

[1] سورة النحل (16)، الاية 38 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 204
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست