اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 205
ما يجادلون الانبياء بشأنها. لانها كانت أمرا غيبيا عجيبا بالنسبة لهم، يجدون أنفسهم
عاجزين عن استيعاب حقيقته، و كثيرا ما يتسألون : (و قالوا أئذا كنا عظاما و رفاتا أئنا
لمبعوثون خلقا جديدا) [1] أي كيف يمكن لمن يموت أن يبعث الي الحياة من جديد،
و يأتي جواب الله عن هذه التساؤلات والشبهات بقول تعالي : (قل يحييها الذي انشاها
اول مرة و هو بكل خلق عليم ) .[2] و علي هذا الاساس يذكرهم بهذا ليخرجهم من
غفلتهم (أو لا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل و لم يك شيئا) .[3] لو كان الناس
موجودين قبل الخلق، و قيل لهم : ان عالما عظيما سيخلق، فمن الطبيعي أنهم ما كانوا
يصدقون ذلك، وربما كان استبعادهم لهذا الامر و انكارهم له أكثر من انكارهم للمعاد.
لذلك أقسم الله بحزم أنه سيحييهم و يحشرهم : (فو ربك لنحشرنهم ...) [4] و بين
كذلك (ما خلقكم و لا بعثكم الا كنفس واحدة ) .[5] و قد أوحي الله عزوجل الي نبيه
أن يجيب عن كل هذه التساؤلات بقوله تعالي : (قل يحييها الذي انشاها اول مرة و هو
بكل خلق عليم ) .[6]
وردت في القرآن الكريم أمثلة متعددة لاحياء الموتي في هذه الدنيا. نذكر من ذلك
مثلا أن جماعة من بني اسرائيل طلبوا من موسي أن يروا الله، و قالوا له : اننا لن نؤمن لك
حتي نري الله جهرة، و لكن الله عاقبهم علي هذا الاصرار بصاعقة أخذتهم، ثم أحياهم مرة
أخري .[7]
و مر النبي عزير(ع) علي قرية خربة و كانت عظام الموتي بادية فيها: فتسأل عجبا:
كيف يحيي الله هؤلاء الموتي ؟ فأماته الله و بعد أن مرت مئة سنة أحياه و قال له : انظر الي
طعامك و شرابك لم يتغير، و انظر الي حمارك، و الي العظام كيف نكسوها لحما.[8]
و هناك أمثلة أخري من هذا القبيل ورد ذكرها في القرآن، كالذي ورد في قصة النبي
ابراهيم (ع) من قتل و احياء الطير،[9] أو القوم الذين خرجوا من ديارهم حذرا من الموت
فأماتهم الله ثم أحياهم .[10]
[1] سورة الاسراء (17)، الاية 49 .
[2] سورة يس (36)، الايات 79 .
[3] سورة مريم (19)، الاية 67 .
[4] سورة مريم (19)، الاية 68 .
[5] سورة لقمان (31)، الاية 28 .
[6] سورة يس (36)، الايات 79 .
[7] سورة البقرة (2)، الايتان 55 - 56 .
[8] سورة البقرة (2)، الاية 259 .
[9] سورة البقرة (2)، الاية 260 .
[10] سورة البقرة (2)، الاية 243 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 205