responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 203

والاخلاء يتنازعون يومئذ، بينما المؤمنون والمتقون بعيدون عن ضجيج و خوف ذلك اليوم . و يتبرأ عبدة الاصنام مما كانوا يعبدون .[1] و يشكو الناس الذين أغواهم قادتهم الفاسدون و يلقون عليهم باللائمة .[2] و تكشف الحقائق في يوم القيامة و لاتبقي خافية . و يفضح المنحرفون الذين شاهدوا الحقيقة و لكنهم كتموها عنادا أو نزولا عند أهوائهم . و يكشف النقاب عن المرائين الذين كانوا يتظاهرون بالصلاح . و تري الوجوه هناك مكفهرة و وجلة و يبحث الناس عن طريق للخلاص و لكن لا من مناص .

و يحشر الناس في القيامة جماعات حسب أعمالهم . بينما يأتي المتقون وفدا (يوم نحشر المتقين الي الرحمن وفدا) .[3] جاء في حديث ان الامام الصادق (ع) قال : "ان الله يحشر الناس علي نياتهم يوم القيامة".[4]

والناس في القيامة تبيض وجوهم أو تسود حسب أعمالهم (يوم تبيض وجوه و تسود وجوه ...) [5] و يقسمون بشكل عام الي ثلاث مجموعات : السابقون في الايمان، و أصحاب اليمين، و هاتان الجماعتان مأواهما الجنة، و أصحاب الشمال أو الاشقيأ و هؤلاء يدخلون النار.[6] و يصنف الناس هناك علي أساس قادتهم و سبلهم، و يدعون بأسماء قادتهم (يوم ندعوا كل اناس بامامهم ) .[7] و سبب ذلك هو أن من ينضوي تحت لواء شخص أو جماعة لابد أن يتطبع بطباعهم و يعتنق معتقدهم الي درجة أنه حينما ينادي بأسمائهم يجيب من فرط عادته عليهم و شعوره بالقرب منهم . والكلمة الاخيرة هي ان الله قد جعل هذا اليوم من أجل احقاق حق المظلومين الذين سحقت حقوقهم .

ان رسم مثل هذه الصورة المروعة ليوم القيامة انما هو بمثابة تحذير للناس ليتأهبوا لمثل هذا اليوم . و أمثال هذه التحذيرات لايراد منها اظهار قدرة الله فحسب، و انما الغاية منها القاء الخوف في قلوب العباد ليحذروا; لان طبيعة الناس هي انهم يخشون الخطر أكثر.

[1] سورة البقرة (2)، الاية 167 .
[2] سورة سباء (34)، الايات 31 - 33 .
[3] سورة مريم (19)، الاية 85 .
[4] الحر العاملي، وسائل الشيعة، الباب 5 من أبواب مقدمة العبادات، ج 1، ص 48، الحديث 5 .
[5] سورة آل عمران (3)، الاية 106 .
[6] سورة الواقعة (56)، الايان 7 - 48 .
[7] سورة الاسراء (17)، الاية 71 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست