responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 178

نبوءة رسول الله 6

لقد كان من المتوقع - كما يبدو - أن قريشا لن تنصاع لامامة وخلافة علي (ع). و قد كان الرسول علي بينة من هذا الامر، و لم يكتم هواجسه من هذه القضية . و تظهر الشواهد التاريخية أنه أفصح عن وجهة نظره في هذا الصدد في مواقف شتي، محاولا ترسيخ ولاية علي (ع). ففي أعقاب خروج عائشة علي الامام علي (ع) في حرب الجمل، احتجت عليها أم سلمة بمجموعة أمور منها: أنها قالت لها: "أتذكرين حين كنا أنا و أنت مع رسول الله 6 في سفر له، و كان علي يتعاهد نعلي رسول الله 6 يخصفها، و يتعاهد أثوابه فيغسلها، فنقبت له نعل، فأخذها يومئذ يخصفها، و قعد في ظل شجرة، و جاء أبوك و معه عمر، فاستأذنا عليه، فقمنا الي الحجاب، و دخلا يحادثانه فيما أرادا، ثم قالا: يارسول الله، انا لاندري قدر ما تصحبنا، فلو أعلمتنا من تستخلف علينا، ليكون لنا بعدك مفزعا؟ فقال لهما: أما اني قد أري مكانه، ولو فعلت لتفرقتم عنه، كما تفرقت بنواسرائيل عن هارون بن عمران، فسكتا ثم خرجا. فلما خرجنا الي رسول الله 6، قلت له، و كنت أجراء عليه منا: من كنت يا رسول الله مستخلفا عليهم ؟ فقال : خاصف النعل، فنظرنا فلم نر أحدا الا عليا".[1]

هواجس النبي 6 من العصبية الجاهلية

كانت العصبية القبلية ضاربة بأطنابها في المجتمع القبلي الذي كان يعيش في جزيرة العرب . و قد بذل رسول الله 6 محاولات دؤوبة لاستئصال شأفة تلك الظاهرة و حقق نجاحا باهرا، و لكن رغم كل ذلك فقد بقي هناك ما يثير القلق والمخاوف . و من الطبيعي أن كل سياسي نبيه يدرك لو أن النبي نصب لقيادة المسلمين من بعده شابا في الثالثة والثلاثين من عمره لكان ذلك مدعاة لاثارة الاحقاد والضغائن . اذ من الطبيعي أن مثل

[1] ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 6، ص 218، شرح الخطبة 79 ; سنن ابن ماجه، ج 5، ص 592، الحديث 3715، الباب 20 مناقب علي بن أبي طالب (ع).
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست