responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 179
ذلك الشاب الذي كانت له كل تلك الفضائل المتميزة كان يثير حسد كثير من الافراد. كانت مخاوف الرسول من قضية الاستخلاف من الشدة بحيث أنه كان يخشي أن تؤدي لو طرحها الي ضياع كل جهوده، و لكن الله عزوجل طمأنه بقوله : (والله يعصمك من الناس ) .[1] فحتي لو لم يسمحوا للخلافة الظاهرية أن تصير الي أهلها، غير أن النور والمعرفة المتصلة بينبوع الوحي والرسالة لاينطفئان أبدا. فالمعارف الالهية، و تفسير القرآن، و دفع الشبهات من قبل أهل بيت النبي قد شاعت في كل مكان لتروي المتعطشين الي معرفة الحقيقة . و ان كان علي و ذريته قد تسلموا الخلافة الظاهرية مدة من الزمن أو لم يتسلموها، فان ذلك العصر قد مر و انقضي، و ما بقي هو الحق والثقافة الغنية للاسلام والتشيع .

فهم قادرون علي رفد الحركة المعنوية للمجتمع، والسير به نحو الغايات السامية . وتبقي حقيقة الاسلام في خضم المساجلات والمذاهب المصطنعة، و الا فلا معني لاكمال الدين و اتمام النعمة و القاء الحجة .

الامام علي (ع) والخلافة

في الوقت الذي كان فيه علي (ع) و أصحابه منهمكين في المصيبة الكبري لرحيل النبي 6، اجتمع أهل السقيفة وعينوا خليفة للنبي . وبعد هذا العمل صاروا يقفون سوية بوجه أي عمل آخر. واستطاعوا أن يسيطروا علي زمام الامور بذكاء وضجيج مفتعل، و منح امتيازات لهذا و ذاك، و اسكات المعارضين البارزين، و قمع جماعة آخرين . و أصبحت الظروف بالشكل الذي لايسمح لعلي (ع) أو لاي شخص آخر أن يقوم بأي عمل . و هكذا وجد الامام أن احتجاجه لايجدي نفعا. و لايؤدي سوي الي الفتنة والاقتتال واجتثاث الدين والمؤمنين . ورأي الامام يومذاك أن يتغاضي عن الخلافة تلافيا للشر والفتنة ; لانه كان يدرك فداحة المخاطر التي تهدد الاسلام . فقد برز في أرجاء جزيرة العرب منافقون و مدعون للنبوة الذين كانوا يشكلون تهديدا خطيرا لبيضة الاسلام، فهم

[1] سورة المائدة (5)، الاية 67 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست