اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 176
و هذا يعني أن دور أهل البيت (ع) هو نقل أحاديث الرسول، و تفسير القرآن، والوقوف
بوجه الانحرافات، وجعل أنفسهم قدوة للناس، و تجسيد تعاليم الدين، و شرح و تفصيل
السنة . مثلما كان دور رسول الله (ع) نقل الوحي و كلام الله وتبيينه للناس : (و ما ينطق عن
الهوي ان هو الا وحي يوحي ) ،[1] و كذلك (و انزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما
نزل اليهم ) .[2] و نظرا الي ما يتسمون به من عصمة، فان قولهم و فعلهم وتقريرهم
حجة و مطابق للواقع .
امامة الامام علي (ع) في الروايات
بين رسول الله (ع) امامة علي بن أبي طالب (ع)، بالقول و بالفعل . فالمواقف العملية
للرسول 6 منه (ع)، والمسؤوليات التي أناطها به، تدل علي أنه كان يعتبره شخصية
متميزة، مثل مؤاخاته اياه بنفسه، و انكاحه ابنته السيدة فاطمة الزهراء(س)، و أنه لم يندبه
لامر مهم، و لابعثه في بعث، الا كان هو المقدم فيه والوالي عليه، و لم يول عليه أحدا من
أصحابه . و اغلاق جميع الابواب المؤدية الي المسجد الا بابه،[3] كلها أمور تشير الي
موقعه الخاص في النبي 6.
ولرسول الله 6 تعبيرات سامية في وصف أميرالمؤمنين (ع) منها قوله فيه : امام
المتقين، وسيد المسلمين، و قائد الغر المحجلين، و أمير الدين، و أخو رسول الله، و علم
الهدي، و نور أتباع محمد6، و أول المسلمين، والمجاهد من أجل تأويل القرآن،
والصديق الاكبر، و باب علم النبي 6، و نفس النبي ،[4] و غير ذلك .
و هذه التعبيرات و ان كانت غير دالة صراحة علي امامة علي (ع)، غير أنها تكشف علي
الاقل عن علو فضله، و أهليته لهذا المنصب .[5]
[1] سورة النجم (53)، الايتان 3 و 4 .
[2] سورة النحل (16)، الاية 44 .
[3] الطبرسي ، اعلام الوري بأعلام الهدي، الباب 2 من الركن 2، ج 1، ص 315 - 321 ; والباب 4، ص 362 - 364 .
[4] السيد شرف الدين، المراجعات، ص 240 - 254 ; المظفر، دلائل الصدق، ج 2، ص 349 - 494 .
[5] السيد شرف الدين، المراجعات، ص 256 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 176