اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 145
و تدل آيتان في القرآن الكريم علي أن المراد من الانبياء أولي العزم هم
الانبياء الخمسة : النبي محمد6، و نوح (ع)، و ابراهيم (ع)، و موسي (ع)، و عيسي (ع)، قال
تعالي : (شرع لكم من الدين ما وصي به نوحا والذي أوحينا اليك و ما وصينا به ابراهيم و
موسي و عيسي أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه ) .[1] والاية الثانية هي التي تتحدث
عن أخذ الميثاق من النبيين و خاصة من الانبياء الخمسة الذين سلف ذكر أسمائهم .[2] و
تجدر الاشارة الي أن هؤلاء الانبياء أصحاب شرائع، و قد جاء كل واحد منهم الي قومه
بشريعة وفقا لمقتضيات الزمان .
بشرية الانبياء
كان الانبياء بشرا و من جنس الناس، و كانوا بطبيعة الحال يقومون بأعمالهم اليومية
مثل أي انسان آخر. و كانوا مثل سائر الناس يأكلون و يشربون . (و ما جعلناهم جسدا لا
ياكلون الطعام و ما كانوا خالدين ) .[3] و قد اتخذ خصوم الانبياء هذه الصفة ذريعة
لانكار نبوتهم فكانوا يقولون : (ان انتم الا بشر مثلنا) .[4] و كان جواب الانبياء لهم :
نعم نحن بشر مثلكم و لكن الله يمن علي من يشاء من عباده و يصطفيه للنبوة .[5]
و سر هذا الاصطفاء هو أن الانبياء هداة للناس، و اسوة لهم في العمل والاخلاق
والسلوك . و لهذا يجب أن يكونوا من بينهم ليكون الناس علي بينة بأن الانسان يستطيع أن
يكون تقيا و صالحا و عمله مقبول عند الله . و ربما لو كان الانبياء من الملائكة لحظوا
باقبال أكثر من الناس، و لكنهم ما كانوا يستطيعون تحقيق كل أهداف الانبياء و ذلك لان
هدف الانبياء لم يكن ابلاغ الرسالة فقط و انما كانوا تجسيدا للانسان المثالي الذي دعوا
اليه الناس في رسالاتهم . و لهذا قال تعالي في كتابه الكريم : (لو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا
و للبسنا عليهم ما يلبسون ) .[6]
[1] سورة الشوري (42)، الاية 13 .
[2] سورة الاحزاب (33)، الاية 7 .
[3] سورة الانبياء (21)، الاية 8 .
[4] سورة ابراهيم (14)، الاية 10 .
[5] سورة ابراهيم (14)، الاية 11 .
[6] سورة الانعام (6)، الاية 9 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 145