اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 130
هم الانبياء(ع) و صفوته من خلقه".[1] و استنادا الي هذا الحديث فان حكمة الله تقضي أن
يرسل للناس الانبياء ليبينوا لهم طريق المصالح والمفاسد، والنهج الموصل الي الكمال .
و قد صرح القرآن الكريم بهذه الضرورة في قوله : (و لكل أمة رسول فاذا جاء
رسولهم قضي بينهم بالقسط) [2] و قال في موضع آخر أيضا: (و ان من أمة الا خلا
فيها نذير) .[3]
سؤال حول محدودية المنطقة التي بعث فيها الانبياء
من الممكن أن يثار هنا تساؤل و هو: ان كانت هناك مثل هذه الضرورة لبعثة الانبياء،
فلماذا ذكر فقط الانبياء الذين بعثوا في منطقة محددة كالشرق الاوسط؟ ألم يبعث أنبياء
في البقاع الغربية من الارض أو في المشرق، و ان كانوا قد بعثوا فلماذا لم يذكروا؟.
و كما سبقت الاشارة فان الحاجة الي الانبياء من الامور التي يحتاج اليها جميع
الناس . و قد أكد القرآن علي أن كل أمة جاء فيها رسول . و اذا لم يذكر أنبياء بعض الاقوام
فهذا لايدل علي عدم بعث نبي فيهم، هذا أولا، و أما ثانيا: فان القرآن ذكر بعض الانبياء و
لم يذكرهم كلهم، كما نص علي ذلك بقوله : (و لقد ارسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا
عليك و منهم من لم نقصص عليك ) .[4] و معني هذا أن عدم ذكر أنبياء مناطق أخري
لايشكل دليلا علي عدم بعث الرسل لهم .
و علي صعيد آخر أريد من بعثة هؤلاء الانبياء أن تصل مدياتها الي أكبر عدد ممكن
من جموع المخاطبين . و كان تطور الكتابة في عصر الانبياء المتاخرين سببا لتدوين و
حفظ ثقافاتهم المكتوبة و رسالاتهم، في حين أن التدوين الذي ادي الي حفظ اليهودية
والمسيحية لم يشاهد مثله بشأن البوذية والكونفوشيوسية والزرادشتية، و الا فالكثير من
هؤلاء ينظر اليهم كمصلحين و دعاة الي المعنوية . و لعلهم كانوا أيضا أنبياء مبعوثين من
الله .
[1] الكليني ، الكافي ، ج 1، ص 168، الحديث 1 .
[2] سورة يونس (10)، الاية 47 .
[3] سورة فاطر (35)، الاية 24 .
[4] سورة غافر (40)، الاية 78 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 130