responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 118
كالانسان . من ذلك مثلا ان قوم يونس (ع) كان قد حكم عليهم بالعذاب حسب الظاهر، و لكنهم لم يصروا علي التمسك بالظروف التي خلقوها، ولو أنهم كانوا قد قطعوا بما عزموا عليه لكان قد جري عليهم القضاء المحتم . و هذا يعني أن وعيد الله بعذاب الكافرين والمذنبين والمكذبين بالله والمعاد قد يتغير - اذا غير العباد ما بأنفسهم - و ينجون من العذاب .

هل الانسان مجبر؟

ان عزم الانسان علي شئ ثم نقضه لما عزم عليه، و ما يستجد لديه من تحولات فكرية وسلوكية، و ما يعرض في عالم الوجود من متغيرات و منعطفات بشأن الانسان، يدل علي أن الانسان حر مختار، و هو يقدم بارادته علي ما هو حسن أو قبيح من الاعمال . و رغم هذا الواقع، هناك سؤال حول مدي اختيار الانسان، و هو: ان كان الله قد قدر في علمه وقوع شئ، فلابد أن يقع . و ان لم يقع فهو خلاف لعلم الله . و من جانب آخر، ان كل ما يقع في العالم هو من تقدير الله و بقدرته . و مع أن تحقيق الارادة الالهية يأتي عن طريق أسباب، بيد أن ذلك يمثل في نهاية الامر: ارادة الله، و لايمكن أن يجري ذلك لولاها. و في ضوء هاتين المقدمتين، أيمكن القول بعد ذلك : ان الانسان موجود مختار؟

ان كان ما سلف من علم الله هو الذي خلق كل شئ و من جملة ذلك الانسان، فهذا شئ لاريب فيه . اذ من غير الممكن خلق شئ من غير علم حتي و ان كان صغيرا، فما بالك بهذا الكون الهائل الذي نعيش فيه . و من الطبيعي أن خلق موجود عظيم كالانسان يدخل ضمن هذه القاعدة، و لكن هل العلم يوجب الجبر في سلوك الانسان، فهذا موضع تأمل . فان كان علم الله لايتغير فلابد أن تتحقق الحادثة المقررة في علم الله، و الا فمعني ذلك أن علم الله يصبح في مرحلة التطبيق جهلا، و لكن ينبغي الالتفات الي أن علم الله لايعني أن الارادة الالهية قد قررت مسبقا أن يكون بنو الانسان مجرد آلات مسيرة و لا ارادة لهم، مثل أية قطعة من قطع السيارة التي تتحرك بسبب حركة القطع الاخري، و لكن الانسان ليس علي هذه الشاكلة . فهو منذ أن جبلت طينته الاولي أودع الله فيه المقدرة علي أن يكون ذا تصميم و ارادة .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست