قال: و أحدثك يا جويرية بأمرك، أما و الذي نفسي بيده لتعتلنّ [1] الى العتلّ الزنيم، فليقطعن يدك و رجلك و ليصلبنك تحت جذع كافر!قال:
فو اللّه ما مضت الايام على ذلك حتى أخذ زياد جويرية فقطع يده و رجله، و صلبه الى جانب جذع ابن معكبر، و كان جذعا طويلا، فسلبه على جذع قصير الى جانبه» .
أقول: و روى هذا الحديث أيضا حبة العرني رحمه اللّه. و زاد قوله:
«و كان زياد ابن أبيه ممن نصب العداوة لامير المؤمنين عليه السلام و كان يتتبع أصحاب علي و هو بهم أبصر فيقتلهم تحت كل حجر و مدر» .
***
6-أوفى بن حصن:
أحد فرائس الظلم الاموي. طلبه زياد فأبى مواجهته، و استعرض زياد الناس فمر به فقال: «من هذا؟» فقيل له: «أوفى بن حصن» ، فقال زياد: «أتتك بخائن رجلاه» ، و قال له: «ما رأيك في عثمان؟» قال: «ختن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم على ابنتيه» قال:
«فما تقول في معاوية؟» قال: «جواد حليم» .
و كان أوفى لبقا في لغته و أسلوبه فلم يجد عليه زياد ملزما.
و عاد عليه فقال له: «فما تقول فيّ؟» قال: «بلغني أنك قلت بالبصرة: و اللّه لآخذن البريء بالسقيم و المقبل بالمدبر» ، قال: «قد قلت ذاك [2] » قال: «خبطتها خبط عشواء!» .
أقول: و كان من لباقة هذا الرجل الحصيف أنه تدرج في أجوبته لزياد-كما ترى-الى طريقة حكيمة من الوعظ حاول بها تنبيهه الى أخطائه. و لا تنس أنه كان يقف من عدوه ساعتئذ بين النطع و السيف،