responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 350

و من ذمنه بين الحق و الباطل. و هذا هو ما يزيدنا اعجابا بهؤلاء الابطال من تلامذة علي عليه السلام، و لكن شيئا من وعظه لم يجده نفعا سوى أن يقول زياد فيه: «ليس النفاخ بشر الزمرة» ثم أمر به فقتل‌ [1] » .

و لا ادري، و لا أظن زيادا نفسه يدري، بأي جريرة أخذ ابن حصن فأشاط بدمه و «كل المسلم على المسلم حرام دمه و عرضه و ماله» -كما في الحديث-؟.

و الرجل في أجوبته كلها كما رأيت لم يفضح سرا، و لم يهتك أمرا. و لكن الذي ناقض الكتاب صريحا فأخذ البري‌ء بالسقيم و المقبل بالمدبر خلافا لقوله تعالى: «و لا تزر وازرة وزر أخرى» لحري بأن لا يفهم لغة الحديث و لا لغة الكتاب.

و اعتصم بغلوائه فاذا الناس من حوله في أشد محن الدنيا: جماعات تساق الى السجون، و زرافات تطارد أينما تكون، و مئات تعرض عليه كل يوم لتسمل عيونهم، أو لتقطع أطرافهم، أو ليؤمر بهم فتحطم ضلوعهم‌ [2] .

و بين الكوفة و الشام فرائس أخرى ترزح بالاصفاد. و ما في الكوفة الاّ الارهاب المميت، و ما في الشام لهؤلاء الاّ الموت المرهوب.

و خشعت الكوفة التي كانت تفور-في أمسها القريب-بالمؤامرات و المعارضات خشوع الجناح الكسير، بما وسعها من مظالم الحكام الامويين.

و كان المتآمرون بالامس هم المتآمرين بالجور اليوم، و كانوا هم الحاكمين بأمرهم فيما يسنون أو فيما ينفذون، فما بالها لا ترتجف فرقا؟و ما بال أهلها لا يلوذون بالفرار هربا؟...


[1] يراجع ابن الاثير (ج 3 ص 183) ، و الطبري (ج 6 ص 130-132) .

[2] جي‌ء الى زياد بعمير بن يزيد (من أصحاب حجر بن عدي) و قد أعطي الامان على دمه و ماله، فأمر به زياد فأوقر بالحديد، ثم أخذته الرجال ترفعه حتى اذا بلغ سورها-أعلى القامة-ألقوه فوقع على الارض ثم رفعوه ففعلوا به ذلك مرارا!الطبري (ج 6 ص 147) .

اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست