كتّاب عن غير قصد، و اندست على مثل هذا الاسلوب اخطاء كثيرة في التاريخ، شوّهت من حقائقه و بدلت من روعته و ضاعفت من جهد الباحثين فيه، ثم اذا أنت عنيت بموضوعك فدققت مراجعه، رأيته لا يرجع الاّ الى أصل واحد، ثم اذا محصت الاصل رأيته لا يرجع الى أصل!.
*** هذا، و اما الخلافة الاسمية، فلا خلاف فيها على معاوية و لا على أحد من هؤلاء المتنفذين الذين ادّعوها لانفسهم، أو غزوها بسلاحهم، أو ورثوها من الغزاة و المدّعين.
و اذا صح في عرف المجتمع الذي بايع معاوية، أو بايع أحد هؤلاء، ان ينتزع من الاّ دعاء أو قوة السلاح «خلافة» فلا مشاحة في الاصطلاح.
و ليكن معاوية-على هذا-خليفة النفوذ و السلطان، و ليبق الحسن ابن علي خليفة النبي و شريك القرآن.
و ليكن ما ورد في بعض النصوص-على تقدير صحة السند و الامن من التحريف-تطبيقا عمليا لاستعمال الكلمة في مصطلحها الجديد!.
4-مصير الامر بعد معاوية
و لم يعهد في كتب معاوية الى الحسن فيما كان يراسله به في سبيل التمهيد للصلح، كتاب يغفل تعيين المصير الذي كان يجب أن يرجع إليه الامر من بعد معاوية. و هو اذ يطلب من الحسن في هذه الرسائل تسلم الامر محدودا بحياته، يقول في بعضها: «و لك الامر من بعدي [1] » و يقول في بعضها الآخر: «و أنت اولى الناس بها
1 2
» .
و هكذا جاء النص في المعاهدة.
و هكذا فهم الناس الصلح، انتزاعا للسلطة محدودا بعمر معاوية
[1] (1) و (2) ابن ابي الحديد في شرح النهج (ج 4 ص 13) .