responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 276

المتعاقدين في المعاهدة. و لما مرّ البحاثة الاسلامي الجليل السيد أمير علي الهندي رحمه اللّه، على ذكر هذا الصلح عبّر عنه «بالتنازل عن الحكم‌ [1] » .

و كان فيما قاله الحسن عليه السلام في سبيل التعبير عن صلحه مع معاوية جوابا لبعضهم: «لا تقل ذلك يا أبا عامر، لم أذل المؤمنين و لكني كرهت أن أقتلهم على الملك‌ [2] » .

و قال لاخر: «أضرب هؤلاء بعضهم ببعض في ملك من ملك الدنيا لا حاجة لي به‌ [3] » .

و هكذا نجد الفريقين-الحسن و معاوية-يتفقان على أن الحرب التي زحفا إليها بجيوشهما، انما كانت حربا على الملك. و معنى ذلك أن الصلح الذي اتفقا عليه في معاهدتهما، انما كان صلحا على الملك، لانهما يصطلحان اليوم على ما تنازعا عليه أمس. و ليس في وجهة النظر القائمة بين الاثنين في خلال هذه التصريحات و لا يوم صلحهما، ذكر للخلافة تسلّما و لا تسليما.

ثم نجدهما يتفقان في هذه التصريحات، على ايثار أحدهما دون الآخر بالمركز الذي لا تقضى دونه الامور.. و هو المركز الذي سوّغ للحسن أن يقول عن معاوية كما لو قلده عملا من اعماله و هو اذ ذاك حاضر مجلسه:

«انه أعرف بشأنه و أشكر لما ولّيناه هذا الامر [4] » يعني امر الملك.

أقول: و كم هو الفرق بين هذا المركز و بين ما توهمه المتحذلقون من حديث البيعة أو من تفسير تسليم الامر بتسليم الخلافة؟.

و كانت فيما نظن غلطة سبق إليها كاتب عن قصد، ثم أخذها عنه


[1] مختصر تاريخ العرب و التمدن الاسلامي (ص 61) .

[2] ابن كثير (ج 8 ص 19) ، و اعيان الشيعة (ج 4 ص 52) ، و المستدرك للحاكم.

[3] الاصابة (ج 2 ص 12) .

[4] المحاسن، المساوئ للبيهقي (ج 1 ص 64) .

اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 276
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست