responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 108

تعوزها النظم العسكرية التي نعرفها اليوم-أن تكون أهم عناصر القوّة المرجوة للايام السود. و جاءت جملا متعاطفة أربعا يؤكد بعضها بعضا، ثم هي لا تعني الاّ معنى واحدا. ترى فهل لنا أن نستفيد، من هذا القصد العامد الى التأكيد، أنها كانت تحاول بتكرارها «المؤكد» ، استئصال خلق خاص في عبيد اللّه‌[القائد الجديد]؟. و في الجيش-معه-أعلام من سراة الناس، و من ذوى السوابق و الذكريات المجيدة، الذين لا يهصمون الخلق المزهوّ و لا الخشونة الآمرة الناهية في الفتى الهاشمي الذي لا يزيدهم كفاءة، و لا يسبقهم جهادا، و لا يفضلهم تقوى، و لا يكبرهم سنّا [1] .

و قوله له-بعد ذلك-: «و شاور هذين» دليل آخر على القصد على تذليل خلق صعب، ربما كان يعهده الامام في ابن عمه، و ربما كان يخافه كعائق عن النجاح.

أقول: و ليس من وجود الخلق المخشوشن في عبيد اللّه-اذا صدق الظن-ما يعيقه عن استحقاق القيادة، و قد استدعته إليها ظروف كثيرة أخرى، على أن بين الخشونة و الحياة العسكرية أواصر رحم متينة الحلقات في القديم و الحديث.

***

لما ذا آثر الامام الحسن عليه السلام عبيد اللّه بن عباس للقيادة

و في هذه المناسبة ما يفسح المجال للتساؤل عن الحيثيات التي آثر بها الامام الحسن عليه السلام عبيد اللّه بن عباس للقيادة على مقدمته، و في الجيش مثل (قيس بن سعد بن عبادة الانصارى) الرجل المعترف بكفاءاته العسكرية و باخلاصه الصحيح لاهل البيت عليهم السلام و بأمانته.

و للجواب على هذا السؤال، وجوه:

أولها

أن الحسن حين أراد عبيد اللّه للقيادة على «المقدمة» فرض عليه استشارة كل من قيس بن سعد و سعيد بن قيس-كما هو صريح عهده


[1] كان عبيد اللّه بن عباس يوم قيادته لهذا الجيش في التاسعة و الثلاثين من عمره.

اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست