responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 107

و دعاه، فعهد إليه عهده الذي لم يرو لنا بتمامه، و انما حملت بعض المصادر صورة مختزلة منه. قال فيه:

«يا ابن عم!اني باعث معك اثنى عشر الفا من فرسان العرب و قراء المصر، الرجل منهم يزيد الكتيبة، فسر بهم، و ألن لهم جانبك، و ابسط لهم وجهك، و افرش لهم جناحك، و أدنهم من مجلسك، فانهم بقية ثقات امير المؤمنين. و سر بهم على شط الفرات، ثم امض، حتى تستقبل بهم معاوية، فان أنت لقيته، فاحتبسه حتى آتيك، فاني على أترك وشيكا.

و ليكن خبرك عندي كل يوم، و شاور هذين-يعني قيس بن سعد و سعيد ابن قيس-. و اذا لقيت معاوية فلا تقاتله حتى يقاتلك، فان فعل، فقاتله.

و أن أصبت، فقيس بن سعد على الناس، فان اصيب فسعيد بن قيس على الناس» .

و لقد ترى أن الامام الحسن عليه السلام، لم يعن في عهده الى عبيد اللّه بشي‌ء، عنايته بأصحابه، فمدحهم، و أطرى بسالتهم، و أضافهم الى أبيه امير المؤمنين عليه السلام. و اراد بكل ذلك تغذية معنوياتهم و الهاب حماستهم و التأثير على عواطفهم. ثم أمر قائده بأن يلين لهم جانبه و يبسط لهم وجهه و يفرش لهم جناحه و يدنيهم من مجلسه. و حرصت هذه التعاليم على ايثار الثقة المتبادلة بين القائد و الجيش. و أحر بهذه الثقة-في حرب


ق-الى ناحية الجزيرة-يعني بين النهرين-و اقبل معاوية لما انتهى إليه الخبر بقتل علي (ع) فسار الى «الموصل» بعد قتل علي بثمانية عشر يوما و التقى العسكران.. » . -اقول: و الموصل هذه قرية من قرى «مسكن» دفن بالقرب منها سيدنا (محمد بن الامام علي الهادي) كما اشار إليه الحموي في معجمه و هي غير مدينة الموصل المعروفة. و لا تنافي بين ما رواه اليعقوبي و ما رواه الآخرون من تعيين الموقع الذي نزل فيه جيش معاوية في حربه للحسن عليه السلام، فالموصل و الحيوضة و الجنوبية كلها من قرى «مسكن» يومئذ و لعل الجيش أشغل هذه القرى كلها فوردت اسماؤها في مختلف الروايات و اقتصرت بعضها على اسم دون اسم كما ترى. و نحن انما اخترنا ذكر «الجنوبية» دون غيرها نزولا على تصريح قيس بن سعد فيما كتب به الى الحسن كما سيأتي في محله‌

اسم الکتاب : صلح الحسن المؤلف : الشيخ راضي آل ياسين    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست