responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 83

علي 7 فإنّ القصر عندها إنما يكون في سفر طاعة [1] .

إنّ الشريعة المقدسة أوجبت على إمام الأمة إقامة الحجة على كل من عانده و خرج عن طاعته بتذكير آلاء اللّه تعالى المتتابعة على العباد مع ما هم عليه من التمرّد و الطغيان.

ثم يعرفهم بأنّ الدنيا الزائلة لا تعود على المنهمك فيها إلا بالخسران إذ لعل بالمواعظ القدسية و تلاوة الآيات المحكمة يستنير من اعمته الشهوات فيبصر سبيل الرّشاد و يلمس الحقيقة الناصعة.

و لقد سار أمير المؤمنين 7 على هذه الخطة التي سنها قانون الإسلام في أيامه الثلاثة بعد الهتاف بأصحابه ألا يتعدوا مقررات الشريعة و منها عدم الاستعجال في القتال حتى تكون الفرقة المقابلة لهم هي العادية بقتال المؤمنين لتثبت الحجة على البادي بالظلم‌ [2] .

و قد أكثر سلام اللّه عليه و على أبنائه المعصومين من وعظ أهل الجمل و صفين و النهروان كيلا يبقى لأحد عذر يوم نشر الصحف و تدحض حجة كل من بلغته دعوته و أصر على الخلاف و العناد، فاستضاء بأنوار ارشاداته من هداه اللّه إلى الإيمان و ضل من ضل عن سبيل الحق.

الحسين يوم الطف‌

و على هذه السنن مشي أبو عبد اللّه الحسين 7 يوم الطف فلم يبدأ القوم بقتال مهما رأى من أعدائه التكاتف على الضلال و المقابلة له بكل ما لديهم من حول و طول حتى منعوه و عياله و صحبه من الماء الذي لم يزل صاحب الشريعة صلى اللّه عليه و آله و سلم يجاهر بأن الناس في الماء و الكلأ شرع سواء لأنه 7 أراد اقامة الحجة عليهم فوقف في ذلك الملأ المغمور بالأضاليل و نادى بحيث يعي الجماهير حجته، فعرّفهم أولا خسارة هذه الدنيا الفانية لمن تقلب فيها فلا تعود عليهم إلا


[1] نيل الاوطار للشوكاني ج 3 ص 179 صلاة المسافر باب من اجتاز في بلد فتزوج فيه.

[2] نهج البلاغة ج 3 ص 304 في وصاياه 7.

اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست