responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 84

ثم تراجع ثانيا إلى التعريف بمنزلته من نبي الإسلام و شهادته له و لأخيه المجتبى بأنهما سيدا شباب أهل الجنة، و ناهيك بشهادة من لا ينطق عن الهوى و كان محبوا بالوحي الإلهي أن تؤخذ ميزانا للتمييز بين الحق و الباطل، و في الثالثة عرّفهم بأنه يؤدي كل ما لهم عنده من مال و حرمات، و في الرابعة نشر المصحف الكريم على رأسه و دعاهم إلى حكمه و حتى إذا لم تجد هذه النصائح القيمة فيهم و وضح لديه اصرارهم على الغي و العناد للّه تعالى و لرسوله صلى اللّه عليه و آله و سلم كشف الستار عن الإباء العلوي الذي انحنت عليه اضالعه و رفع الحجاب عن الأنفة التي كان أبناء علي 7 يتدارسونها ليلا و نهارا و تلهج بباب انديتهم فقال صلوات اللّه عليه:

«ألا و إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة و الذلة و هيهات منا الذلة يأبى اللّه لنا ذلك و رسوله و المؤمنون و حجور طابت و طهرت و انوف حمية و نفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ألا و إني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد و خذلان الناصر» .

كيف يلوي على الدنية جيدا # لسوى اللّه ما لواه الخضوع

و لديه جأش أرد من الدرع # لظمأى القنا و هن شروع

و به يرجع الحفاظ لصدر # ضاقت الأرض و هي فيه تضيع

فأبى أن يعيش إلا عزيزا # أو تجلى الكفاح و هو صريع‌ [1]

هذه وصايا الشريعة المطهرة و أحكامها الباتة في الدعوة إلى الحق و النهضة لسد باب الباطل و كما الزمت جهاد المضلين المشركين أباحت ترك الجهاد للصبي و المقعد و الأعمى و الشيخ الكبير و المرأة و البالغ الذي لم يأذن له أبواه، لكن مشهد «الطف» خرق ناموسها الأكبر و جاز تلك المقررات جريا على المصالح و الأسرار التي قصرت عنها احلام البشر و قد تلقاها (أبيّ الضيم) 7 من جده المنقذ الأكبر و أبيه الوصي المقدم. فالحسين 7 لم يشرّع سنة أخرى في الجهاد، و إنما هو درس إلهي أثبته اللوح الأقدس في عالم الابداع محدد الظرف و المكان تلقاه الأمين جبرئيل و أفاضه على حبيب اللّه و صفيه «محمد» صلى اللّه عليه و آله و سلم فأودعه صاحب


[1] من قصيدة في الحسين للسيد حيدر الحلي ;.

غ

اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست