إنّ الشريعة المقدسة أوجبت على الناس النهضة لسد باب المنكر و الردع عن الفساد و ألزمت الأمة بمتابعة الإمام في رد عادية الباغين على الخليفة المنصوب علما للعباد بعد أن يدعوهم إلى التوبة عما هم فيه من معاندة الحق و الرجوع إلى ساحة الشرع الأعظم سبحانه و تعالى كما قال في الحجرات، الآية 9: وَ إِنْ طََائِفَتََانِ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمََا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدََاهُمََا عَلَى اَلْأُخْرىََ فَقََاتِلُوا اَلَّتِي تَبْغِي حَتََّى تَفِيءَ إِلىََ أَمْرِ اَللََّهِ ، و قد نهض أمير المؤمنين 7 أيام خلافته للدفاع عن قدس الشريعة و تنبيه الأمة من رقدة الجهل و كان الواجب على الناس الفيء إليه لأنه إمام الحق المفروضة طاعته، و قد اعترف جمهور المسلمين بتمامية البيعة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب 7 و حكموا بأن قتاله لمن خرج عليه حق حتى و هذه كلماتهم التي سجلوها في صحفهم شواهد متقنة على هذه الدعوى المدعومة بالعقل و النقل.
فهذا أبو حنيفة يقول: ما قاتل أحد عليا إلا و علي أولى بالحق منه و لو لا ما سار علي 7 فيهم ما علم أحد كيف السيرة في المسلمين!و لا شك أنّ عليا 7 إنما قاتل طلحة و الزبير بعد أن بايعاه و خالفاه، و في يوم الجمل سار علي 7 فيهم بالعدل و هو أعلم المسلمين فكانت السنة في قتال أهل البغي [1] .
و اقتفاه تلميذه محمد بن الحسن الشيباني المتوفى سنة 187 فقال: لو لم يقاتل معاوية عليا 7 ظالما له متعديا باغيا كنا لا نهتدي لقتال أهل البغي [2] .
[1] مناقب أبي حنيفة للخوارزمي ج 2 ص 83 و 84 حيدرآباد.