و قال سفيان الثوري: ما قاتل علي 7 أحدا إلا كان علي أولى بالحق منه [1] .
و قال الشافعي: السكوت عن قتلى صفين حسن و إن كان علي 7 أولى بالحق من كل من قاتله [2] .
و قال أبو بكر أحمد بن علي الرازي الجصاص المتوفى سنة 370 كان علي محقا في قتال الفئة الباغية لم يخالف فيه أحد و كان معه من كبراء الصحابة و أهل بدر من قد علم مكانهم [3] .
و قال القاضي أبو بكر ابن العربي المتوفى سنة 546: كان علي إماما لأنهم اجتمعوا عليه و لم يمكنه ترك الناس لأنه أحقهم بالبيعة فقبلها حوطة على الأمة أن لا تسفك دماؤها بالتهارج فيتخرق الأمر و ربما تغير الدين و أنقض عمود الإسلام و طلب أهل الشام منه التمكين من قتلة عثمان فقال لهم علي 7: ادخلوا في البيعة و اطلبوا الحق تصلوا إليه و كان علي 7 أسدّهم رأيا و أصوبهم قولا لأنه لو تعاطى القود لتعصبت لهم قبائلهم فتكون حربا ثالثة فانتظر بهم أن يستوثق الأمر و تنعقد البيعة العامة ثم ينظر في مجلس الحكم و يجري القضاء و لا خلاف بين الأمة أنّه يجوز للإمام تأخير القصاص إذا أدى ذلك إلى إثارة الفتنة و تشتيت الكلمة.
و حينئذ فكل من خرج على علي 7 باغ، و قتال الباغي واجب حتى يفيء إلى الحق و ينقاد إلى الصلح و إنّ قتاله لأهل الشام الذين أبوا الدخول في البيعة و أهل الجمل و النهروان الذين خلعوا بيعته حق و كان حق الجميع أن يصلوا إليه و يجلسوا بين يديه و يطالبوه بما رأوا، فلما تركوا ذلك بأجمعهم صاروا بغاة فتناولهم قوله تعالى: فَقََاتِلُوا اَلَّتِي تَبْغِي حَتََّى تَفِيءَ إِلىََ أَمْرِ اَللََّهِ .
و لقد عتب معاوية على سعد بن أبي وقاص [4] بعدم مشاركته في قتال
[4] في كامل ابن الأثير ج 3 ص 74 عند ذكر البيعة لأمير المؤمنين قال: لم يبايع سعد بن أبي وقاص و عبد اللّه بن عمر و حسان بن ثابت و كعب بن مالك و مسلمة بن مخلد و أبو-