و إذ به حاضن في صدره قمرا # يزين طلعته الغراء داميها
وافى به حاملا نحو المخيم و الآ # ماق في وجهه حمر مجانيها
تخط رجلاه في لوح الثرى صحفا # الدمع منقطها و القلب تاليها
آه على ذلك البدر المنير محا # بالخسف غرته الغراء ماحيها
إخوة العباس 7
و لما رأى العباس 7 كثرة القتلى من أهله قال لإخوته من أمه و أبيه عبد اللّه و عثمان و جعفر: تقدموا يا بني أمي حتى أراكم نصحتم للّه و لرسوله، و التفت إلى عبد اللّه و كان أكبر من عثمان و جعفر و قال: تقدم يا أخي حتى أراك قتيلا و أحتسبك [1] فقاتلوا بين يدي أبي الفضل حتى قتلوا بأجمعهم.
و لم يستطع العباس صبرا على البقاء بعد أن فني صحبه و أهل بيته و يرى «حجة الوقت» مكثورا قد انقطع عنه المدد و ملأ مسامعه عويل النساء و صراخ الأطفال من العطش فطلب من أخيه الرخصة، و لما كان العباس 7 أنفس الذخائر عند السبط الشهيد 7 لأن الأعداء تحذر صولته و ترهب اقدامه و الحرم مطمئنة بوجوده مهما تنظر اللواء مرفوعا، فلم تسمح نفس «أبيّ الضيم» القدسية بمفارقته فقال له: يا أخي «أنت صاحب لوائي» [3] .
قال العباس: قد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين و أريد أن آخذ ثأري منهم، فأمره الحسين 7 أن يطلب الماء للأطفال، فذهب العباس إلى القوم