responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 280

و وعظهم و حذرهم غضب الجبار فلم ينفع!فنادى بصوت عال: يا عمر بن سعد، هذا الحسين ابن بنت رسول اللّه قد قتلتم أصحابه و أهل بيته و هؤلاء عياله و أولاده عطاشى، فاسقوهم من الماء قد أحرق الظمأ قلوبهم و هو مع ذلك يقول: دعوني اذهب إلى الروم أو الهند و أخلي لكم الحجاز و العراق فأثر كلامه في نفوس القوم حتى بكى بعضهم و لكن الشمر صاح بأعلى صوته: يا ابن أبي تراب لو كان وجه الأرض كله ماء و هو تحت أيدينا لما سقيناكم منه قطرة إلا أن تدخلوا في بيعة يزيد.

فرجع إلى أخيه يخبره فسمع الأطفال يتصارخون من العطش‌ [1] فلم تتطامن نفسه على هذا الحال و ثارت به الحمية الهاشمية:

يوم أبو الفضل تدعو الظاميات به # و الماء تحت شبا الهندية الخذم

و الخيل تصطك و الزغف الدلاص على # فرسانها قد غدت نارا على علم

و أقبل الليث لا يلويه خوف ردى # بادي البشاشة كالمدعو للنعم

يبدو فيغدو صميم الجمع منقسما # نصفين ما بين مطروح و منهزم‌ [2]

ثم إنه ركب جواده و أخذ القربة فأحاط به أربعة آلاف و رموه بالنبال فلم ترعه كثرتهم و أخذ يطرد أولئك الجماهير وحده و لواء الحمد يرف على رأسه و لم يشعر القوم أهو العباس يجدل الأبطال أم أن الوصي يزأر في الميدان!فلم تثبت له الرجال، و نزل إلى الفرات مطمئنا غير مبال بذلك الجمع.

و دمدم ليث الغاب يعطو بسالة # إلى الماء لم يكبر عليه ازدحامها

و خاض بها بحرا يرف عبابه # ظبى و يد الأقدار جالت سهامها

ألمت به سوداء يخطف برقها # البصائر من رعب و يعلو قتامها

جلاها بمشحوذ الغرارين أبلج # يدب به للدارعين حمامها

فحلأها عن جانب النهر عنوة # و ولت هواديها يصل لجامها

ثنى رجله عن صهوة المهر و امتطى # قرى النهر و احتل السقاء همامها


[1] تظلم الزهراء ص 118.

[2] من قصيدة للحاج هاشم الكعبي ذكرت في أعيان الشيعة بترجمته.

اسم الکتاب : مقتل الحسين المؤلف : السيد عبد الرزاق المقرم    الجزء : 1  صفحة : 280
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست